القرنين وقال قائل اكتبوا على [1] تاريخ فارس فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله فاجتمع رأيهم أن ينظروا كم أقام [2] رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة فوجدوه أقام بها عشر سنين فكتب أو يكتب التاريخ على هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرناه عاليا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي أنا أبو بكر محمد بن عاصم بن المقري أنا أبو عروبة أنا سفيان [3] الصيدلاني نا أبو خالد عن فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران قال رفع إلى عمر صك محله شعبان قال أي شعبان الذي نحن فيه أو الذي مضى أو الذي هو آت ثم قال لأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ضعوا للناس شيئا يعرفونه عن التاريخ فقال بعضهم اكتبوا على تاريخ الروم فقالوا إن الروم يطول تاريخهم يكتبون من ذي القرنين فقال اكتبوا على تاريخ فارس فقال إن فارس كلما قام ملك طرح ما [4] كان قبله فأجمع رأيهم أن الهجرة كانت عشر سنين فكتبوا التاريخ من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي بأصبهان قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود أنبأنا أبو بكر [5] محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري أنبأنا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد الجوهري الزهري نا كثير بن هشام نا جعفر وهو ابن برقان نا ميمون بن مهران قال ائتمروا [6] أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى يكتبون التاريخ فقال بعضهم نكتبه من الشهر الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم من حين أوحي إليه وقال بعضهم نكتبه من هجرته التي هاجر فيها من دار الشرك إلى دار [1] زيادة عن مختصر ابن منظور [1] / 33 [2] عن مخطوط الخزانة العامة وبالاصل " قام " [3] في المطبوعة [1] / 34: نا أبو سفيان الصيدلاني نا خالد بن حيان عن فرات بن سلمان [4] بالاصل " من " [5] بالاصل " أنبأنا بكر بن محمد " والتصحيح عن الانساب " الزراد " فيمن يروي عن الزراد والمجلدة الاولى من ابن عساكر [1] / 34 [6] كذا
في عملنا للوصول إلى أثبات نص واضح وسليم
وأما تهذيب ابن عساكر فهو قسمان: قسم أصدره الشيخ عبد القادر بدران ويمتد على أجزاء خمسة يقول الشيخ بدران في مقدمة:
الامام المتقن الحافظ الكبير ثقة الدين أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي رحمه الله تعالى فجمع تاريخه الملقب بالتاريخ الكبير في ثمانين مجلدا وجعله تاريخا لمدينة دمشق الزاهرة ضارع به تاريخ بغداد للبغدادي فجاء روضة زاهرة يجتني منها المحدث ثمرات المقاصد والاديب ورد الخمائل والسياسي حكمة تبهر العقول واللغوي اكماء وعساقلا والفقيه نوادر الاصول والواعظ نكتا ولطائف والخطيب فقرا تصاغ من العسجد والبليغ المطابقة لمقتضى الاحوال والمستفيد نوادرا وأمثالا لا يجدها مجموعة في كتاب إلا أنه طول شرحه بطول السند وكرر فيه الحوادث تكرارا كان مألوفا في زمنه وقد يمل منه أبناء هذا الزمان فلذلك هجر حتى عز وجوده فصار كعنقاء فعرب وحديث مغرب وأصبح لا يسمح لعشاقه بالوصال ولا يتدانى لقاصده حتى ينال مع احتياج أبناء زمننا إليه وتشوقهم لرؤية طلعته فأحببت أن أتحفهم به محذوف التكرار والاسانيد فشمرت ساعد الجد لذلك وأخذت عبارته خالية عن التكرار وأبقيت أسانيد في محلها من صحفه
ثم إني نقحت الحوادث حسب الامكان
وأعملت الفكر في تصحيح ألفاظه التي تناولتها أنامل الكتبة بالتحريف
وفي مقدمته للجزء الثالث يقول:
وضممت إليه فرائد سنحت للفكر أثناء التهذيب ونوادر أملتها القريحة أبان الترتيب
يقول د
المنجد [1] : وهذبه عبد القادر بدران فحذف منه الاسانيد وحذف كثيرا من الاخبار فيه وأثبت ما وافق نزعته الدينية ومذهبه الحنبلي وقد لا حظنا أثناء مقايستنا هذا المهذب بالاصل أن الشيخ بدران كان كثيرا ما يحذف كلمات لم يفهمها ويثبت بدلا منها كلمات أخرى
ولا يمكن الاعتماد على هذا المهذب في الدراسات العلمية لانه بعيد عن الاصل في أشياء كثيرة [1] مجلة معهد المخطوطات العربية مج 2
ج 1 / 84