نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 911
هنيئاً لمحيي الدين قدس سره ... بجار حماه اليمن للجار والسعد
مصاب أصاب الدين لو أن بعضه ... على أحد لا ندك من هوله أحد
قيامة رزء لو ترى الناس بالبكا ... محاجرهم جرحى وأعينهم رمد
لهم زحل بالذكر لله والدعا ... وأدمعهم سحب وأهوالهم رعد
سكارى وما هم بالسكارى وإنما ... وفاة ابن محيي الدين حق بها الوعد
سرى نعشه فوق الرقاب وحوله ... ملائكة الرحمن أنوارهم تبدو
لقد جل عن أن يدفنوه بروضة ... هي الروح والريحان والمسك والند
تقي نقي جاور الله في البقا ... وأقبل بالبشرى على القادر العبد
وقور غيور ناسك متواضع ... على أنه المقدام والأسد الورد
على أنه البسام يوم كريهة ... إذا عبست من تحت فرسانا الجرد
فتى من رجال الله كان على العدى ... حساماً صقيلاً لا يفل له حد
فتى كان لا يخشى من الخصم سطوة ... وليث الشرى حاشا يروعه القرد
فتى في سبيل الله كان مجاهداً ... وليس له إلا رضى ربه جهد
همام كمي كم أزاح ملمة ... بسيف رقاب المعتدين له غمد
هزبر هصور في الجزائر كم له ... وقائع لا يقوى على حصرها عد
سراج على سرج الجواد كأنما ... من الرعب والإرهاب يقدمه جند
نعيناه للمحراب والحرب والندى ... فكل علاه الحزن والسهد والوجد
عطاء ولا من وعفو ولا حقد ... وجبر ولا كسر وود ولا صد
حسان مزايا بانتقال حليفها ... تعطل جيد المجد وانفصم العقد
لحى الله داراً للزوال نعيمها ... وأولها مهد وآخرها لحد
غرور حياة وهي غراء حية ... بأنيابها سم يمازجه الشهد
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 911