لقد بارك الله في الملك الصغير الذي ورثه من أبيه ونصر راياته، فلم تمض سنوات قليلة حتى استطاع عبد العزيز بن محمد بن سعود أن يضم إلى ملكه بلاد نجد والأحساء، وجبل شمر وتهامة وسراة عبيدهَ ومرتفعات الحجاز، وبسط حمايته على القواسم وعمان وزبارة والبحرين، كما تفتحت له أبواب الحرمين وجبيت له الزكاة من بوادي الشام والعراق[1].
لقد تضاعف ملكه، وكبرت عاصمة دولته الدرعية لتكون أعظم مدينة في جزيرة العرب. وصدقت كلمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للإمام محمد بن سعود من أول لقاء بينهما، فقد وعده متى أخلص التوحيد لله والتزم بأحكام الشرع أن يملك هو وأبناؤه جزيرة العرب.
لقد استطاع القضاء على إمارة ابن دواس في الرياض التي طالما ناصبت دولة الدعوة العداء على مدى 28 سنة واستطاع القضاء على إمارة ابن عريعر في الأحساء والقطيف تلك الإمارة التي عملت على عرقلة نشر الدعوة السلفية.. والحق"أن العمل الذي قام به محمد بن سعود وابنه عبد العزيز، بعد مبايعتهما للشيخ كان عملا جليلا، من الناحيتين الدينية والوطنية، لأنه أحل الدين محل الخرافة والجهل، والوطن محل الاقليمية والقبلية. ولكن أبعاد هذا العمل العظيم تبدو لنا بوضوح وقوة متى وضعناه في"إطاره العالمي" فقد حقق محمد [1] منير العجلاني، تاريخ الدولة السعودية، ج2، الرياض - مطابع دار السنبل، 1413هـ، ص17.