وعبد العزيز من بعده توحيد الشطر الأكبر من جزيرة العرب تحت لواء واحد حدثا عظيما لفت أنظار العالم: وهو ظهور دولة عربية حرة قوية، بعد فترة طويلة من غياب العرب عن مسرح السياسة الدولية[1].
صفات الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وإنسانيته:
من يتتبع سيرة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، يجد بكل وضوح أن هذا الإمام الفذ لم يكن عظيماً بشجاعته وفتوحاته فحسب، وإنما كان عظيما قبل كل شيء بخلقه الكريم يتضح هذا من خلال ما أنعم الله به عليه من محبته للعلماء ورعايته لطلبة العلم، وإحسانه إلى الفقراء ومناصرته للضعفاء، وكراهيته للظلم وحبه للعدل، ووقوفه عند الحدود وتورعه عن المحارم، وتواضعه، وبساطته.
ولتوضيح هذه الحقيقة نستعرض ما قاله بعض العلماء المنصفين عن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود.
قال ابن بشر يصف عبد العزيز: "كان كثير الرأفة والرحمة بالرعية، وخصوصا أهل البلدان، لإعطائهم الأموال وبعث الصدقة لفقرائهم والتفحص عن أحوالهم[2]. وكان كثير العطاء والصدقات للرعية من الوفود والأمراء والقضاة وأهل العلم وطلبته ومعلمي القرآن والمؤذنين وأئمة المساجد.
وكان الصبيان من أهل الدرعية، إذا خرجوا من عند المعلم، يصعدون [1] منير العجلاني، تاريخ الدولة السعودية، ج2، الرياض- مطابع دار السنبل، 1413هـ، ص19. [2] عنوان المجد من تاريخ نجد، ج1، مرجع سابق ص266.