نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 389
الخليفة يسير يوماً إذ بُصِرَ بمحامل الشاميين فقال لأبي عبد الله الواسطي: مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء أهل دمشق. قال: وَفِي الأحياء هم؟ إِذَا نزلت فأذكروني بهم.
قال إبراهيم: فحدَّثنا أبو زُرْعَةَ عبد الرحمن بن عَمرو سنة إحدى وثمانين أنه لما نزل وجلس فِي مجلسه أحضرنا الواسطي فأوقفنا بَيْنَ يديه مذعورين فقال: أيكم القائل: قَدْ خلعت أبا أحمق من هَذَا الأمر كنزعي خاتمي هَذَا من إِصبعي؟ قال: فَرَبَّت أَلسِنَتُنا فِي أفواهنا حَتَّى خُيّل إلينا أننا نُقتل. فأما أنا فأُبلستُ، وأما يزيد بن عبد الصمد وَكَانَ تمتاماً فخرس.
وكان أبو زرعة محمد بن عثمان أَحدثَنا سِنّاً فتكلَّم فقال لَهُ الواسِطيّ: أمسك حَتَّى يتكلَّم من هو أكبر سِنّاً منك. فقلنا: أصلحك الله هو رجل متكلّم يتكلّم عنا. وَكَانَ هو المتكلم بالكلمة الَّتِي يطالبها القوم منَّا. فقال: والله مَا هُنا هاشمي صريح ولا قرشي صحيح ولا عربيّ فصيح ولكنَّا قوم مُلِكنا - يعني قُهِرْنا - وذكر أحاديث كثيرة فِي السمع والطاعة، ثُمَّ أحاديث فِي العَفْو والإِحسان ثُمَّ قال: أنا أشهدكم أن نسائي طوالق، وعبيدي أحرار، وَمَالي عليَّ حرام غم كَانَ فِي هؤلاء من قال هَذِهِ الكلمة ووراءنا حُرَمٌ وعِيال وضُعَفاء، وَقَدْ تسامع الناسُ بهلاكنا وَقَدْ قَدرْتَ وإنما العفو بعد القُدرة فقال للواسطي: أطلقهم لا كثَّر الله أمثالهم. قال: فأَطلقنا.
قال: فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصمد عند عثمان بن خُرَّزاد فِي نُزَه أَنْطاكِيَة، وسبق أبو زرعة الجميع إِلَى حِمص حَتَّى ورد دمشق قبلنا بأيام كثيرة، فتحامل أهل دمشق عَلَى أبي زُرْعَة بسببنا فكتبوا فِيهِ كتاباً ذكروا فِيهِ مثالب لَهُ، وتوجَّه أبو زرعة إِلَى مصر فسبقه كتابهم إِلَى خُمارَوَيه فدفعه إِلَيْهِ، فأقسم لَهُ أن هَذَا مختلق عَلَيْهِ وذكرهم بالجميل، فكتب لَهُ بولاية القضاء فرجع إِلَى دمشق قاضياً، ثُمَّ وضع يدع فِي كل من تكلَم فِيهِ حَتَّى أفضى لَهُ إِلَى شيخين كانا يلبسان الطويلة فمُدَّا فِي خضراء دمشق فضُربا بالدِّرَّة.
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 389