نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 176
عليك منا سلام كلما صدحت ... على غصون أراك المدح ورقاها
وقال وكتب إلى والده وهو بالهراة سنة تسع وسبعين وتسعمائة
يا ساكني أرض الهراة أما كفى ... هذا العراق بلى وحق المصطفى
عودوا علي فربع صبري قد عفى ... والجفن من بعد التباعد ما غفا
وخيالكم في بالي ... والقلب في بلبال
إن أقبلت من نحوكم ريح الصبا ... قلنا لها أهلاً وسهلاً مرحباً
وإليكم قلب المتيم قد صبا ... وفواقكم للروح منه قد سبا
والقلب ليس بخالي ... من حب ذات الحال
يا حبذا ربع الحمى من مربع ... فغزاله شب الفضا في أضلعي
لم أنسه يوم الفراق مودعي ... بمدامع تجري وقلب موجع
والصب ليس بسال ... عن ثغره السلسال
وله
إن هذا الموت يكرهه ... كل من يمشي على الغبرا
وبعين العقل لو نظروا ... لراوه الراحة الكبرى
وله
ومايسة الأعطاف تستر وجهها ... بمعصمها لله كم هتكت سترا
أرادت لتخفي فتنة من جمالها ... بمعصمها فاستأنفت فتنة أخرى
وله
وثقت بعفو الله عني في غد ... وإن كنت أدري أنني المذنب العاصي
وأخلصت حبي في النبي وآله ... كفى في خلاصي يوم حشري اخلاصي
ومن نظمه الذي سماه رياض الأرواح
ألا يا خائضاً يجر الأماني ... هداك الله ما هذا التواني
أضعت العمر عصياناً وجهلاً ... فمهلاً أيها المغرور مهلا
مضى عمر الشباب وأنت غافل ... وفي ثوب العمى والغيّ رافل
إلى كم بالبهائم أنت هائم ... وفي وقت الغنائم أنت نائم
وطرفك لا يرى إلا طموحاً ... ونفسك لم تزل أبداً جموحا
وقلبك لا يفيق عن المعاصي ... فويلك يوم يؤخذ بالنواصي
بلال الشيب نادى في المفارق ... بحى على الذهاب وأنت غارق
ببحر الاثم لا تصغي لواعظ ... وإن أطرى وأطنب في المواعظ
وقلبك هائم في كل واد ... وجهلك كل يوم في ازدياد
على تحصيل دنياك الدنيه ... مجداً في الصباح وفي العشيه
وجهد المرء في الدنيا شديد ... وليس ينال منها ما يريد
وكيف ينال في الأخرى مرامه ... ولم يجهد لمطلبها فلامه
اشارة إلى حال من صرف العمر في جمع الكتب وادخارها
على كتب العلوم صرفت مالك ... وفي تصحيحها أتعبت بالك
وأنفقت البياض مع السواد ... إلى ما ليس ينفع في المعاد
تظل من المساء إلى الصباح ... تطالعها وقلبك غير صاح
وتصبح مولعاً من غير طائل ... بتحرير المقاصد والدلائل
وتوضيح الخفا في كل باب ... وتوجيه السؤال مع الجواب
لعمري قد أضلتك الهداية ... ضلالاً ماله أبداً نهاية
وبالمحصول حاصلك الندامة ... وحرمان إلى يوم القيامة
وتذكره المواقف والمراصد ... تسد عليك أبواب المقاصد
فلا تنجى النجاة من الضلالة ... ولا يشفى الشفاء من الجهالة
وبالارشاد لم يحصل رشاد ... وبالتبيان ما بان السداد
وبالايضاح أشكلت المدارك ... وبالتوضيح ما اتضح المسالك
وبالتلويح ما لاح الدليل ... وبالتوضيح ما اتضح السبيل
صرفت خلاصة العمر العزيز ... على تنقيح أبحاث الوجيز
بهذا النحو صرف العمر جهل ... فقم واجهد فما في الوقت مهل
ودع عنك الشروح مع الحواشي ... فهن على البصائر كالغواشي
اشارة إلى نبذة من حال من تصدى للتدريس في زماننا هذا
مرادك أن ترى في كل يوم ... وبين يديك قوم أي قوم
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 176