نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 177
كلاب عاديات بل ذئاب ... ولكن فوق أظهرهم ثياب
إذا ما قلت اصغوا للمقال ... وإن حدثت بالأمر المحال
فليس لهم جميعاً من بضاعه ... سوى سمعاً لمولانا وطاعه
وإن شمرت عن ساق الافادة ... جلست لهم على عالي الرفاده
فأسست السؤال لمن تكلم ... ودلست الجواب لكي يسلم
وقررت المسائل والمطالب ... ولست بذا لوجه الله طالب
وسقت لهم كلاماً في كلام ... وقلبك من ظلام في ظلام
وإن ناظرت ذا نظر دقيق ... وفكر في مطالبه عميق
عدلت به عن النهج القويم ... وزغت عن الصراط المستقيم
تكابره على الحق الصريح ... فإن ناجاك في نقل الصحيح
طفقت تروغ عن نهج السبيل ... وتقدح في الكلام بلا دليل
وأولت المراد من العبارة ... بتأويل كثلج في خيارة
وعبت أئمة قالوا بذاك ... وفي تجهيلهم فغرت فاكا
وأزعجت العظام الدارسات ... وبعثرت القبور الطامسات
لئن لم ترتدع عن ذي الظلامة ... فبئس الحال حالك في القيامة
ومن نظمه الذي سماه سوانح سفر الحجاز
يا نديمي ضاع عمري وانقضى ... قم لاستدراك وقت قد مضى
واغسل الأدناس عني بالمدام ... واملأ الأقداح منها يا غلام
واسقني كاساً فقد لاح الصباح ... والثريا غربت والديك صاح
زوج الصبا بالماء الزلال ... واجعلن عقلي لها مهراً حلال
هاتها من غير مهل يا نديم ... خمرة يحيى بها العظم الرميم
بنت كرم تجعلن الشيخ شاب ... من يذق منها عن الكونين غاب
خمرة من نار موسى نورها ... دنها قلبي وصدري طورها
قم فلا تمهل فما في العمر مهل ... لا تصعب شربها فالأمر سهل
قل لشيخ قلبه منها نفور ... لا تخف فالله تواب غفور
يا مغني إن عندي كل غم ... قم فألق الناي فيما بالنغم
غنّ لي دوراً فقد دار القدح ... والصبا قد صاح والقمري صدح
واذكرن عندي أحاديث الحبيب ... إن عيشي بسواها لا يطيب
واحذرن عندي أحاديث الفراق ... إن ذكر البعد مما لا يطاق
روحن روحي بأشعار العرب ... كي يتم الأنس فينا والطرب
وافتتح منها بنظم مستطاب ... قلته في بعض أيام الشباب
قد صرفنا العمر في قيل وقال ... يا نديمي قم فقد ضاق المجال
ثم أطربني بأشعار العجم ... واطردن همّاً على قلبي هجم
قم وخاطبني بكل الألسنة ... على قلبي ينتبه من ذي السنة
إنه في غفلة عن حاله ... خابط في قيله مع قاله
كل آن وهو في قيد جديد ... قائلاً من جهله هل من مزيد
تائه في الغي قد ضل الطريق ... قط من سكر الهوى لا يستفيق
عاكف دهراً على أصنامه ... تهزاء الكفار من اسلامه
كم أنادي وهو لا يصغي التناد ... يا فؤادي يا فؤادي يا فؤاد
يا بهائي اتخذ قلباً سواه ... فهو يا معبوده إلا هواه
ومنه أيضاً
قد صرفنا العمر في قيل وقال ... يا نديمي قم فقد ضاق المجال
واسقني تلك المدام السلسبيل ... إنها تهدي إلى خير السبيل
واخلع النعلين يا هذا النديم ... إنها نار أضاءت للكليم
هاتها صهباء من خمر الجنان ... دع كؤوساً واسقنيها بالدنان
ضاق وقت العمر عن آلاتها ... هاتها من غير عصر هاتها
قم أزل عني بها رسم الهموم ... إن عمري ضاق في علم الرسوم
أيها القوم الذي في المدرسة ... كلما حصلتموه وسوسة
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 177