نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 243
ومنهم العلامة في سائر الفنون علي بن غانم المقدسي الحنفي حضرت دروسه وقرأت عليه الحديث وكتب لي إجازة بخطه. ومنهم العلامة الفهامة خاتمة الحفاظ المحدثين إبراهيم العلقمي قرأت عليه الشفا بتمامه وأجازني به وبغيره. وممن أخذت عنه الأدب في الشعر شيخنا أحمد العلقمي ومحمد الصالحي الشامي. وممن أخذت عنه العروض الشيخ محمد المغربي المعروف بركروك وممن أخذت عنه الطب الشيخ داود البصير. ثم ارتحلت مع والدي إلى الحرمين الشريفين وقرأت على الشيخ علي بن جار الله وعلى حفيد العصام وغيره. ثم ارتحلت إلى قسطنطينية فتشرفت بمن فيها من الفضلاء والمصنفين واستفدت منهم وتخرجت عليهم وهي إذ ذاك مشحونة بالفضلاء الأذكيا كابن عبد الغني ومصطفى بن عزمي. وممن أخذت عنه الرياضات وقرأت عليه اقليدس وغيره وأجلهم إذ ذاك سعد الملة والدين بن حسين ولما توفى قام مقامه صنع الله ثم ولده ثم انقرضوا في مدة يسيرة فلم يبق بها عين ولا أثر وصار الدين ملعبة وسخرية وآل الأمر إلى اجتراء السلاطين والوزراء على قتل العلماء واهانتهم. ولما عدت إليها ثانياً بعد ما توليت قضاء العساكر رأيت تفاقم الأمر وغلبة الجهل فذكرت ذلك للوزير ظناً بأن النصح يفيد. فإذا هو كما قيل.
هو الوزير ولا ازر يشد به ... مثل العروض له تجر بلا ماء
فكان ذلك سبباً لعزلي وأمري بالخروج من تلك المدينة واظهار العداوة لمن هو في زي العلماء مع أنه لم يبق بها من يحسن قراءة الفاتحة. ومن تأليفي الرسائل الأربعون وحاشية تفسير القاضي في مجلدات. وحاشية شرح الوامض. وشرح الدرر. وطراز المجالس. وكتاب السوانح. والرحلة. وحواشي الرضى. والجامي. وشرح الشفا. وغير ذلك. ولى من النظم ما هو مسطور في ديواني. ومن المنثور رسائل ومكاتيب لم أجمعها انتهى ملخصاً. وها أنا أثبت من نتائج بيانه.
بعد تمييز خزفه من عقيانه. ما يروقك ساه. ويشوقك لفظه ومعناه. فمن نثره قوله في فصوله التي سماها الفصول القصار. في نتائج الاعمار. ساعد زينته بسوار المنايح. حري بأن يمرى لك ضروع الثنا والمدايح. رب موقد نار بها يحترق. ومحسن للشيخ في اللجة غرق. كيف ينجو من ظلمة الجهل المدلهمة. ويبغى نسل الفضل والحكمة. من كان مقعد العزم عقيم الطلب عنين الهمة. الصديق والسكن. من تأنس به أنس العين بالوسن. من أمثال العامة. حمار نزلت عنه لا تبال بمن يركبه. وشهر لا خير فيه لا تعد أيامه. وكل شهر لا خير فيه عدك أيامه جنون. في الأثر مداومة أكل اللحم عشية وغدوة. تورث القلب غلظة وقسوة. وفلان يأكل ليلاً من عيور الغلمان. ونهاراً بغيبة الاخوان. لكل قلب هوى. كما أن لكل داء دوا فما اعتل نسيم الصبا. ألا تحب زهور الربى. أنا في مبارقة من أريد وصحبة من لم أرد. كواجد من لا يشتهيه ومشته ما لا يجد. نصح البليد عناء لا يفيد وصقل السيوف. بلا جوهر. يبين من عيبها ما خفى. من جهل زمانه. عد الخمول زمانه. الحوت لا يهدد بالغرق. والبحر لا يخاف من الشرق.
لو هم الفلك برفعة ماجد في الأبد. ما قدم الثور في منازلة على الأسد. ما أنصف الشيب من ستر وقاره. فسود وجهه واطفاء أنواره. الدهر خصم الد. وبلوغ الأسد البلاء الأشد. المعروف والصنيعه. عند الأحرار وديعه. ليس الصديق من إذا رآك قام. بلى من إذا أقعدك الدهر أقام. ليس باتحاد الاسمي. تتحد ذات المسمى. حمرة الخد جمال. وحمرة العين اعتلال. من كان دليله الغراب. رضي بالمنزل الخراب. الحكما الجهال. رسل عزرائيل للاستعجال. مقاومة من لا تقاومه خرف ولولا مقاومة البدر للشمس ما انكسف فصل فإذا أقول لقوم أجثوا منى ثمر مقال دانية القطاف. وقالوا في ظلال الرأفة والألطاف. فإذا عطف الدهر وهو لهم مساعد. كنت لديهم ككف بغير مساعد. فحالي معهم في المبره. كحال الناس والابره
كست قيصراً ثوب الجمال وتبعا ... وكسرى وجاءت وهي عارية الجسم
وقد كنت أعيب على الخوارزمي قوله
كفى حزناً أن لا صديق ولا أخ ... يفيد غنى إلا تداخله كبر
فلا نال فوق القوت مثقال ذرة ... صديق ولا أوفى على عسره اليسر
وما ذاك إلا رغبة في وصاله ... وإلا حذارا أن يميل به الدهر
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 243