نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 262
قطب دائرة الشرف. وعماد بيت المجد العالي الشرف. وبحر العرفان الخضم. وصدر المكارم الذي جمع شملها وضم. سالك مسالك الشريعة والحقيقة. ومالك ممالك الفضل الذي أظهر حقه وتحقيقه. ذو الكرامات الظاهره. والمقامات السامية الباهره. الجامع بين الفرع والأصل. والعارف بمواقع الفصل والوصل. المتحلي من حلى الأدب بما أبان تفضيله. والحائز من محاسنه ما تحكم له شواهده بالسبق وتقضي له. إن نثر فما زهر الربيع. تختال في وشيه البديع. أو توسل إلى النظم وتوصل. فما عقد الثريا متعرض تعرض أثناء الوشاح المفصل. ومن كراماته التي لهجت بها الألسنة. وارتاحت لها الأسماع ارتياح المقل للسنه. أنه كان يهوى فتاة رائعة الوصف والجمال. رائقة الظرف والكمال. لا ترى الشمس إلا من طلعة محياها. ولا يستضوع المسك إلا من نفحة رياها. فاتفق أن وشى به إليها بعض الوشاه. وسعى بينهما حتى أضرمت نار الهجر في حشاه. فلما علم بذلك قال في موشح له على طريقة أهل اليمن
يا ورد نيسان يا بهجة الدن ... والدان من علمك نقض العهود
يبلى بثعبان يلذع لسانه ... يا فتان حتى يصير في اللحود
فسعت حية في تلك الليلة إلى لسان ذلك الواشي ولذعته. ونفثت في فيه ذعاف سمها وأفرغته. فأصبح وهو في عرصات الفنا هالك. وأسلمه قابض الأرواح إلى اتباع مالك. ومن نثره قوله من كتاب. يقصر عن جسم معاليك قميص الثنا فيفوت الوصاف. ويرفل زهواً إذا فصلت لمعانيك حلل الأوصاف. ويعترف بالعجز سحبان. إذا سحب ذيول البيان. ويقر المعري بالتعري عن لفظك الحريري المشتمل على الجواهر الحسان. ويلحق القاضي الفاضل النقص في هذا الميزان. ويذوب البناني عند طلوع شمس معانيك البديعة التبيان. ومن شعره قوله مذيلاً بيت أبي دهيل
وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما
وسرحت عيني في رياض خدودها ... فشاهدت روضاً كالربيع منمنما
سقته مياه الحسن فازداد بهجة ... وغادر قلبي بالحطيم محطما
حسينية حسناء لمياء نحوها ... توجه قلبي بالغرام وأحرما
سعيت إليها بالصفاء مسلماً ... لروحي وقلبي طاف سبعاً وزمزما
غزال تعير الظبي لفتة جيدها ... وعن قدها المياس سل بانة الحمى
فتاة تعير الشمس بهجة وجهها ... سناها بغير الحسن لن يتلثما
عدى خصرها جسمي سقاماً وجفنها ... تعدى على جفني وللنوم حرما
إليها ثنت قلبي الثنايا صبابة ... فياما أحيلا ذلك الثغر واللما
إذا حدثت فاح الأناي وأظهرت ... برمزتها مني الحديث المكتما
وقوله مخمساً
لي حبيب ما زار إلا وحلا ... عقد صبري ومرّ عيشي تحلا
قلت لما سعى لداري مهلاً ... مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً
بحبيب ما زال للفضل أهلاً
جاد بالوصل والأنام هجود ... وبقلبي من الصدود وقود
ثم لما لم يبق مني وجود ... زارني والوشاة عني رفود
وفؤادي من القلى يتقلى
أرخص الصب حسنه وتغالى ... وتسامى عن جانبي وتعالى
قلت يا منية النفوس تعالى ... قال ماذا تريد قلت وصالا
قال بالروح وصلنا قلت سهلاً
أنت رب الجمال عذب المعاني ... أنت برد أم أنت للبدر ثاني
طال شوقي إلى سماع المثاني ... قال فانهض وقم وبادر لحاني
وكؤوسي على المحبين تجلى
من شفيعي إلى الجمال البديعي ... الذي سار حبه في جميعي
لست أنسى إذ قال لي بخشوع ... قم إلى بابنا وقف بخضوع
وتذلل إن رمت مني وصلاً
جاوب العود نطق صوت اليراع ... وسرى الناي في لطيف الطباع
فانجلى في المقام وجه السماع ... فتتكت عند طيب استماعي
وخلعت العذار لما تجلى
سجسج اللطف هب في غير جمعي ... فالرخا بالمخا يؤثر شفعي
قد تخلصت من مثيمة طبعي ... فحلا بالكمال قلبي وسمعي
وسقاني وقال قم فتملى
وله تصدير وتعجيز على فائية الشيخ ابن الفارض أوله
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 262