نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 284
الحكيم الآسي. والطبيب النطاسي. المديد الباع. المشيد الرباع. فارس حكماء فارس. المحيي من آثار الحكمة كل عارف ودارس. بلغ على فتا سنه ما لم يبلغه المشايخ الكبار. وبرع في فن الطب براعة لا يشق لها غبار. فلو أدركه الشيخ الرئيس. لقضى له بالرئاسه. أو ابن النفسي. لقال له فضلك الجدير بالنفاسه. أو المعلم الأول. لأذعن بأنه الذي عليه المعول. أو التالي. لقال إليه فليثن الأعنة الثاني. ولو راجعته البروق شاكية لزال خفقانها. أو الشمس عند الغروب لأذهب برقانها. إلى تقدس نفس وذات ومكارم أخلاق مستلذات واطلاق كف وطلاقة محياه يحيى بهما عفاة كرمه وعلمه إذا حيا ورد علينا من الهد في سنة خمس وسبعين وهو يرفل من الشباب في برد قشيب. ويتخلق من الوقار والسكينة بأخلاق الشنيب. فعاشرت منه صديق صدق ووفا. وصفي محبة وصفا. وحافظ لازمة الصحبة والعهود. وقائل من حدائق الفتوة في روض معهود. واعتنى في مدة يسيرة بأدب العرب. فملا منه الدلو إلى عقد الكرب. وأبرز فيه نثراً ونظماً. وأجرى من سلسال طبعه ما ينوب عن الماء الزلال لمن يظما وأما نظمه بلسانه فما زهر ربيعه وورد نيسانه وقد أقر له أقرانه بالاعجاز والتفرد في نوعي الحقيقة منه والمجاز وهذا حين أثبت من شعره العربي ما هو شرط الكتاب ونجعة المشاب فمنه قوله متغزلاً
من أودع الشهد والسلاف فمه ... والجوهر الفرد فيه من قسمه
وواو صدغيه فوق عارضه ... يا ليت شعري بالمسك من رقمه
ووافر الحسن والجمال له ... من دون كل الحسان من رسمه
وخده الورد في تضرجه ... ما ضره لو محبه لثمه
دمي ودمعي بلحظه سفكا ... فلا شقى منه ربه سقمه
كم من قتيل بسيف مقلته ... لم يخش ثاراً لما أباح دمه
كتمت حبي عن الوشاة فما ... ظن به كاشح ولا علمه
وكم محب أعيت مذاهبه ... أذاع سر الهوى وما كتمه
وقوله أيضاً وأجاد في الجناس ما شاء
قضى وجداً بحب أهيل رامه ... وما نال الذي في الحب رامه
محب لم يطع فيهم عذولاً ... ولا قبلت مسامع الملامه
بهاه عن الهوى لاحيه سراً ... فقال له جهاراً في الملامه
فقولوا يا أهيل الود قولوا ... علام هجرتم المضني علامه
وقد أمسى بحبكم قتيلاً ... وحبكم له أضحى علامه
وكتبت إليه وقد تخلف عن زيارتي لعذر سنح
شوقي إليكم يا أهل ودي ... ألف بين الأسى وبيني
هذا وشوقي لكم أراه ... شوقاً لنفسي من غير مين
وصدق ما أدعيه فيكم ... أن علياً أبو الحسين
فأجاب وأجاد
يا أيها السيد الحسيني ... شرف قدراً أبا الحسيني
إن بنت عنكم فلي فؤاد ... لديكم لم يمل لبين
دمت مدا الدهر في سرور ... رحيب صدر قرير عين
تذري مساعيك في المعالي ... بذى نواسٍ وذي رعين
وقال أيضاً
كشف الصبح اللثاما ... وجلا غنا الظلاما
فأجل لي الكاس ونبه ... أيها الساقي النداما
علنا نقضي كما رم ... نا من الأنس المراما
ما ترى الورق على الا ... يك يجاوبن الحماما
وزهور الروض أصبحن ... يفتقن الكماما
والحيا يبكي عليه ... نّ فيضحكم ابتساما
ووميض البرق قد سل ... على الأفق حساما
وحبيب النفس قدلاح لنا بدراً تماما
أي عذر لك إن لم ... تصل الراح مداما
فاغنم الأنس وباين ... من لحا فيه ولاما
وعارض بهذه الأبيات أبيات بلدية الشيخ سعدي الشيرازي التي هي
يا نديمي قم بليل ... واسقني واسق النداما
خلني أسهر ليلى ... ودع الناس نياما
اسقياني وهدير الر ... عد قد أبكى الغماما
في أوانٍ كشف الورد ... عن الوجه اللثاما
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 284