ومن يزن القول وزن النضار ... فلا يفتح القول ويعتدل
ترى كلّ الوث من قوله ... يضاحك حكمته بالخطل
ويحكي الأقاويل جهلا بها ... كما حكت الصوت بنت الجبل
يكاثر نوع الأذى في الورى ... فلست ترى غير سمع أزل
وقلّ أولوا الفضل أن حصّلوا ... وهل يتحمل نور المقل
فخالط أناسا وزائلهم ... وكن فيهم ظلّك المنتقل
لقاؤهمَ يستدرّ الدموع ... ويذكي الضلوع كواهي الطلل
وفيهم تشاه ما في الفلاة ... خداع السراب وجوب السبل
وأبين ضلوعي ما بينها ... وينهضني الحادث المصمئل
وفي راحتي مرأى الهدى ... تربني انتعاشي قبل الزلل
وطعن قواف لها شكّة ... مجنّ وقاح ونصل خجل
يموت ويحيا بها من علا ... وليست تعوج على من سفل
حديقة فكر سقاها الحجى ... فأثمرتِ الكلم المنتحل
تمرّ إذا المستعيد ... مرور الحيا بالجديب المحل
يسربلها الحسن وصف الحسود ... ويصفي لها الودّ قلب الدغل
وله أيضاً: بسيط مجزوء
أرقن يبعدك البعاد ... فناظري كحله سهادُ
يا غائبا وهو فؤادي ... أن كان لي بعده فؤاد
الله يدري وأنت تدري ... أنّ اعتقادي لك اعتقاد
تذكر والحادثات بله ... ليس لها السن حداد
ونحن في مكتب المعالي ... يصبغ أفواهنا المداد
يسدل ستر الصبا علينا ... والمن من تحتنا مهاد
لا نتهدّى لما خلقنا ... نجهل ما الكون والفسادُ
تكلونا من حفاظ بكر ... لواحظ ما لها رقادُ
وهمّة ناصت الثُّريّا ... تقود صعبا ولا تقادُ
أذمةّ بيننا لعمري ... يحفظها السّيد الجوادُ
يا غرر المجد في جباه ... لم يبد أشكالها الجيادُ