إلى أن حضرته الوفاة فعهد إلى ابن عمه القطب. فجرى «1» فيها على سنن ابن عمه.
ومن العجب أن يذكر الغير أن الوقف عليها من وقف أتابك وجد هذا الكمال على أكمل سعادة عمرّ هذه المدرسة قبل أن يلي أتابك حلب بدهر وجرت بسبب ذلك شدائد. وأخذ منه مصادرة من أجلها مرتين بسعي الوشاة خمسة وعشرين ألف دينار على ما حكاه للخادم من هو عنده صدوق وكان وحيدا في حلب مع شدة شوكتهم في ذلك الوقت وتمكنهم من الدول وأحرقوا عمارة المدرسة مرتين إلى أن ملك أتابك حلب فاستعان عليهم بأن توصل إلى أن أذن له أن ينقل قسيم الدولة أقسنقر إلى مدرسته كفّا لأيدي «2» الحلبيين واستظهارا عليهم، فأذن له في ذلك لأن أتابك نقل أباه إليها. وبناها. ووقف عليها. وفحوى الشفاعة لمب النظر في هذه المدرسة للكمال عمر بن العجمي. وليس فيها تصريح ولا تلويح بطلب التدريس له. انتهى.
وهذه المكاتبة التي كتبها الدولعي قال ابن عشائر أخرجها إليّ بعض أحفاد كمال الدين عمر المذكور فنقلت منها هذا. والله تعالى أعلم.
انتهى ما رأيته بخط أبي المعالي عمر بن عشائر في بعض مجاميعه ومختاراته من تاريخ الصاحب كمال الدين ابن العديم.
ووقع في تاريخ ابن منقذ «3» أن زنكي عمر هذه المدرسة، ووقف عليها ضيعتين وليس كذلك؛ فانظر ما تقدم. (24 ظ) م