نام کتاب : لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة نویسنده : الأسعد بن مماتي جلد : 1 صفحه : 47
وقد عوضوا من ثابتات جسومهم ... بمسمته ولا عظم فيها ولا جلد
كأنهم فيها غرابيب وقع ... على باسقات لا تروح ولا تغدوا
وهو كقول الآخر:
وعاد لكنه رأس بلا جسد ... يسري ولكن على ساق بلا قدم
إذا تراءى على الخطى أسفر في ... حال العبوس لنا عن ثغر مبتسم
وقال أبو فراس:
وأنقذ من ثقل الحديد ومسه ... أبا وائل الدهر أجدع صاغر
وآب ورأس الفرمطي أمامه ... له جسد في أكعب الرمح ضامر
وقال أبو عامر:
وخيل تمشى للوغا ببطونها ... إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق
قال ابن بسام: وهو من قول المتنبي: كما يتمشى في الصعيد الأراقم قال وقال الرمادي:
ولم أر أحلى من تبسم أعين ... غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا
وقال أبو عامر ابن شهيد:
أبى دمعنا يجري مخافة شامت ... فنظمه بين المحاجر ناظم
وراق الهوى منا عيون كريمة ... تبسمن حتى ما تروق المباسم
وعلى ذكر الدمع:
ولما وقفنا للوداع ودمعها ... ودمعي يبثان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤاً رطباً وفاضت ... عقيقاً فصار الكل في عزها عقدا
وقال بعض العرب:
ومما شجاني أنها يوم ودعت ... تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أعادت من بعيد بنظرة ... إلى، التفاتاً أسلمته المحاجر
وقال الآخر:
ولما أبت عيناي أن تحسن البكا ... وأن تمنع در الدموع السواكب
تثاءبت كي لا ينكر الدمع منكر ... ولكن قليلاً ما بقاء التثاؤب
وأنشد ثعلب:
ومستنجد بالدمع حتى كأنما ... على الخد من ماء الصبابة ناظر
فعيناي طوراً تغرقان من البكا ... فأعشى وطوراً تحسران فأبصر
وقال الآخر:
وقفنا والدموع مثقلات ... يغالب طرفها نظر كليل
نهته رقبة الواشين حتى ... تعلق لا يغيض ولا يسيل
وأنشد حجلة:
ومن طاعتي إياه أمطر ناظري ... إذ هو أبدى من ثناياه لي برقا
كأن دموعي تحسب الوصل هارباً ... فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا
قال ابن بسام والأول ينظر إلى قول الشاعر المتنبي:
أتبل خدي كلما ابتسمت ... من مطر برقة ثناياها
وقال أبو الشيص:
قميصك والدموع تجول فيه ... وقلبك ليس بالقلب الكئيب
نظير قميص يوسف حين جاءوا ... على لباته بدم كذوب
ومنها:
دموع العاشقين إذا تلاقت ... بظهر الغيب ألسنة القلوب
وقال بشار:
نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عيناً لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للبكاء تعار
وقال آخر:
قالوا: فما نفس يعلو كذا صعداً ... وما لعينيك لا ترقأ مآقيها؟
قلت: التنفس من تدآب سيركم ... ودمع عيني يجري من قذى فيها
وأنشد لآخر:
يقلن: قد بكيت فقلت كلاًّ ... وهل يبكي من الطرب الجليد؟
ولكني أصاب سواد عيني ... عويد قذىً له طرفٌ حديد
فقالوا: ما لدمعها سواء ... أكلتا مقلتيك أصاب عود
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فكففت دمعي بالرداء وإنما ... أخفيت فيض الدمع عن أًحابي
فرأى سوابق دمعة مسفوحة ... عمرو فقال: بكى أبو الخطاب!
وللشاعر بن الأحنف:
لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء
وقال ابن فتوح وذكر الدمع:
وقد تعلق بالأشنار منحدراً ... تعلق القطر بالأغصان والورق
وقال أبو جعفر بن هريرة التطيلي:
يكفكف من تلك الدموع وربما ... جلاها الرداء وأمترتها الأصابع
قال علي بن بسام قال أبو عامر من أبيات أوصى أن تكتب على قبره:
فقال لي أن تقوم منها ... ما دام من فوقنا الصعيد
وقال ابن المعتز:
وسكان دار لا تزاور بينهم ... على قرب بعض في المجالس من بعض
كأن خواتيما من الطين فوقهم ... فليس لهم حتى القيامة من فض
قال وما أرى عامر إلا نقله من قول أبي العلاء:
سألت متى اللقاء؟ فقيل حتى ... يقوم الهامدون من الرجام
فصل وأما قول أبي الوليد بن زيدون:
يا ليت ذاك السواد الجون متصل ... قد استعار سواد القلب والبصر
فإنه لفظ أبي العلاء المعري في قوله:
نام کتاب : لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة نویسنده : الأسعد بن مماتي جلد : 1 صفحه : 47