نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 23
الكتابة وحدة الفطنة وكثرة الاستيعاب، الذي أدهش دنيا الشام من حوله، وصار مثلا مضروبا في عبقرية المواهب العالية، فلا تثريب على (عبد الوهاب) الفقيه القاضي وإمام الجماعة في بلده أن يطير سرورا وإعجابا بصبيه العبقري النجيب، وأن يتحدث لأصحابه عن مدركاته، وأن يعلن أنه استفاد منه فوائد في الأحكام قبل بلوغه، بل لا تثريب عليه أن رآه أهلا للصلاة بالجماعة، وهذه رجولته ومعرفته بالأحكام وحفظه وديانته وتقواه، فقدّمه إماما يؤم المصلين، فارتضوه معجبين.
وما يلبث الصبي الرجل طالب العلم الناشئ أن يدفعه وعيه العميق إلى الموازنة بين ما يقرأ من مسائل التوحيد الخالص وما عليه الناس ببلده من مخالفة له في بعض تعبداتهم، ومن تعلقهم بالبدع ومحدثات الأمور، فيثور ثائره.. يردع العامة عن منكراتهم، وينكر على العلماء أنهم يرون الاعوجاج ولا يقومونه.
كان ذلك بدء الإشارة إلى ما سيكون عليه شأنه في الإصلاح في مستقبله.
وقد كبر على القوم نكيره، فضحكوا منه، فارتدّ إلى نفسه مفكرا في الأمر. فتحدثه أنه لن يتم له تغيير الحال في مثل سنه، وأنه لابد له من أشياء يحققها لتكون ظهيره:
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 23