نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 22
وإلى جانب هذه الضلاعة النفسية العجيبة، تبدت ضلاعته الذهنية في سرعة حفظه وحدّة فطنته ويقظة قلبه وعمق فهمه، ومن بينات ذلك أنه حفظ القرآن العظيم عن ظهر قلب قبل بلوغه العاشرة من العمر، فأدهش الناس من حوله، وقرأ الفقه على أبيه (القاضي عبد الوهاب بن الشيخ الفقيه سليمان التميمي) ، وأقبل على كتب التفسير والحديث والعقائد يلتهمها التهاما، وطالب العلم النجيب نهم لا يشبع، وفي اللغة العربية ما في عيون المها من السحر الحلال، وما يأخذ بمجامع الأفئدة من الإيقاع والفتون، وفي كتب التفسير والسنة الصحيحة المطهرة والفقه والتوحيد، الزاد الطيب الذي يغذي العقول، وينوّر البصائر، ويشرح الصدور، ويفقّه النفوس بما لها وما عليها، لتقول طيّبا، وتعمل صالحا، وفيها العلم العظيم الذي لا أجل منه في علوم فقه الحياة جمعاء.
ومن هذا الفناء في العلم، في أصغر سن، بلغ الصبي العبقري ما لا يبلغه كبار السن في الأمد البعيد، وفاض على قلمه ما وعاه فؤاده، فإذا هو في سرعة الكتابة مثله في سرعة الحفظ: يكتب في المجلس الواحد كراسة من غير تعب، فما أشبهه في حالاته العجيبة بـ (تقي الدين بن تيمية) العظيم في طفولته في الخوارق النفسية والذهنية وسرعة
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 22