ومن مؤلفاتي نظم الآجرومية وشرح القطر لابن هشام وشرح القواعد لابن هشام. وشرح المنظومة لوالدي في النحو أربعة آلاف بيت. ومنظومة في التصريف والخط، ونظم قلائد العقيان في مورثات الفقر والنسيان للناجي. وهو غير نظم الجد الشيخ رضي الدين، ومختصر في النحو سميته البهجة، وكتبت قطعة على التوضيح لابن هشام، وقطعة على الشافية لابن الحاجب، وشرح لامية الأفعال لابن مالك في التصريف في شرحين ممزوجين، ونظم فرائض المنهاج في الفقه، ورسالة في شروط تكبيرة الإحرام، وخصائص الجمعة، والمختار من طب المختار. وأعظم مؤلفاتي شرحي على ألفية التصوف لشيخ الإسلام الجد وسميته منبر التوحيد ومظهر التفريد في شرح الجوهر المفيد في أدب الصوفي والمريد. وكتاب حافل جمعت فيه أحكام الطريق. وبلغة الواجد في ترجمة شيخ الإسلام الوالد، وفي ضمنها أربعون حديثا من مسموعاتي في الباب السابع.
وعن الشافعي أنه قال: ما أفلح في العلم إلا من طلبه في القلة. ولقد كنت أطلب القرطاس فيعسر علي. وقال: لا يطلب هذا العلم أحد بالمال وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وخدمة المعلم وتواضع النفس افلح.
وله كتاب تحبير العبارات وتحرير الإمارات، وذكر فيه ما نصه: يبتلى المغتاب بما يغتاب فعن أنس رضي الله عنه (كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس، فصارت لهم عيوب. وكان عندنا قوم لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم.) وروى أبو الشيخ أيضا عن مطرف قال: (قال قال لي مالك أنس رضي الله عنه قال: ما يقول الناس فيّ، قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع فقال: ما زال الناس كذلك لهم صديق وعدو، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسن كلها) .
وله كتاب التنبيه في التشبيه، وهو كتاب بديع في سبع مجلدات، يذكر ما ينبغي للإنسان أن يتشبه من أفعال الأنبياء والملائك والحيوانات المحمودة، وما يتشبه به من اجتناب ما يذم فعله، نقلت منه أشياء لطيفة منها قوله: لقد مر بي في بعض مجالسي من نحو عشرين سنة، أني دعوت الله تعالى فقلت: الله اجعلني من الصالحين فإن لم تجعلني من الصالحين فاجعلنا من المخلطين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا أو ما هذا معناه فبعد انقضاء المجلس اعترض على بعض السامعين فقال: يا سيدي كيف تدعو الله أن يجعلنا من المخلطين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا والمعصية مقررة فيهم أيضا قلت: سبحان الله والعمل الصالح مقررة فيهم أيضا. وهو أولى أن يكون من المصريين (فإن لم يصبها وابل فطل) . ثم وقفت على كلام مطرف وهو ما روى البيهقي عن مطرف قال: إني أستلقي من الليل على فراشي وأتدبر القرآن فأعرض على نفسي أعمال أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) (الذاريات 17) ، (يبيتون لربهم سجداً وقياماً) (الفرقان 64) ، (أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً) (الزمر 9) فلا أراني منهم، فأعرض على نفسي هذه الآية: (ما سلككم في سقر قالوا: لم نك من المصلين) إلى قوله: (وكنا نكذب بيوم الدين) (المدثر 42) . فأرى القوم مكذبين فلا أراني منهم، فأمر بهم الآية: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا) (التوبة 102) ، فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم فحمدت الله تعالى على موافقته أن المخلطين المذكورين كانوا من أعيان الأنصار والصحابة والأخيار، وأنى لنا اللحاق بهم. وقوله تعالى: (عسى الله أن يتوب عليهم) (التوبة 102) . عسى ولعل في القرآن تدل على تحقيق ما بعدهما بإجماع المحققين من المفسرين. فالتوبة مقبولة منهم بفضل الله تعالى انتهى.
وله التاريخ الذي ألفه في أعيان المئة العاشرة وسماه الكواكب السائر، وذيل عليه ذيلا وسماه لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر.