نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 246
وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} , الآية[1] فحفظ الأنبياء كتبهم، هم ومن سار على نهجهم من الربانيين والأحبار، حتى جاء من علمائهم وعبادهم من ضيعوا ما استحفظوا، وزادوا في كتبهم، ونقصوا وحرفوا لفظاً ومعنى، كما أخبر الله عنهم بقوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [2] وقوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه} [3].
هذا مع فقد الإسناد لديهم. فلذا تذكر أحاديثهم وأخبارهم للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها وإن شهد لها ما عندنا من الكتاب المهيمن، والسنة الراشدة بالصحة، فالاعتقاد بما عندنا، وما عندهم إنما يستشهد به[4].
3- أنه لا يجوز تفسير القرآن بما يؤخذ من الإسرائيليات مما يعلم بطلانه من أخبارهم لدلالة ما عندنا على بطلانه، فالشيخ يعني نوعاً معيناً من الإسرائيليات، وذلك أن أخبار بنى إسرائيل على ثلاثة أقسام5:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا ما يشهد له بالصدق، كنبوة موسى وغيره من أنبيائهم، وغير ذلك فذاك صحيح.
الثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا ما يخالفه، وذلك كرميهم لبعض الأنبياء بالتهم الباطلة المنافية لما نعلمه في ديننا من عصمة الأنبياء، فمثل هذا من أخبارهم كذب.
الثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته، وعليه يحمل قول النبي "صلى الله عليه وسلم": "لا تصدقوا بني إسرائيل ولا تكذبوهم" [6]. [1] سورة المائدة: آية "44". [2] سورة المائدة: آية "41". [3] سورة النساء: آية "46" وسورة المائدة: آية "13". [4] انظر مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص "100".
5 انظر: مقدمة في أصول التفسير ص "100". [6] رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة/ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" انظر الفتح "13: 345" ح "7363".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 246