نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 132
وإذا نطقتَ بربعه من كلِّ ما ... من بعد أوَّله نطقتَ بكلُّهِ
لا نَقْطَ فيه إذا تكامل عَدُّه ... فيصير منقوطاً بجُملةِ شكْلِهِ
فحلَّه بقوله:
قد كان هذا اللُّغزُ يُصدِي فكرتِي ... لكن بحمدِ الله فزتُ بحلِّهِ
تالله نظمُ الذِّكرِ يخرُج منه ما ... عنه أشار مُبيِّناً لمحَلِّهِ
مالٌ أتَى من ضربِ سِتٍّ بعضُه ... في سِتَّةٍ وهي المُراد بمثلِهِ
فيصير منه النصفُ لكن مذ غدا ... مُتساوِي الطرْفين عاد ككُلِّهِ
والنطقُ منه برُبعِهِ أي ثالثٍ ... من بعد أوَّله وثانٍ يُجْلِهِ
لا نقْطَ في لفظِ الحروف وإنَّما ... عينُ المسَمَّى أنبأتْ عن شكلِهِ
في عِقدِ حالِيَةِ العذارَى إن ترُمْ ... إيضاحَ معنًى شاهدٍ عن أصلِهِ
وأنشدته يوماً قولي معمِّياً باسم موفَّق:
من وُلاةِ الجمالِ سلطانُ حسنٍ ... حكَّمته القلوبُ فازْداد عُجْبُهْ
حدَّ للقلبِ مذ سمَا حدَّ سِرٍّ ... نازِلٍ في حَشاهُ ما راق حِبُّهْ
فحلَّه وحلاَّه، فقلت أخاطبه:
مولاي يا حلاَّلَ كلِّ مُشكِلٍ ... بفهمِه ورأيهِ السَّدِيدِ
أفْديك مذْ حلَّيت ما عمَّيتُهُ ... حلَّيت قلبِي وفمِي وجِيدِي
فقال هذا يشبه قول العفيف التِّلمساني:
قد قلتُ لمَّا أراد شَدًّا ... بخصْرِهِ يا مهفهَفَ القَدّ
حلَّيتَ قلبي وعِقد صبرِي ... وعاطلَ الخَصرِ منك بالشَّدّ
وطال ما جال في خلَدي، من أيِّ نوعٍ هذا من أنواع البديع، فقلت له: قد ذكر البدر الدَّماميني، في حاشيته، على شرح لاميَّة العجم: أنه من نوع الاستخدام.
وأنشد منه قول ابن نباتة:
رشفْتُها في مكان خلوتِها ... وجيِّد الحسنِ ثَمَّ قد جُمعَا
حلَّتْ مذاقاً ومشرباً وفَماً ... والجِيدَ والشعرَ والصفاتِ معَا
وفيه استعمال كلمةٍ واحدة على ستِّ معان.
وقدَّم أن مثل هذا لم ينصُّوا عليه في الاستخدام. انتهى.
وكتبت إليه أستدعيه إلى منتزه بالشَّرف الأعلى، في يوم شرف الشمس: سيدي، النفس خضراء والربيع أخضر، وأنا شريف وأنت شريف، فما علينا أن نهجر المألف والمربع، ونجمع بين هذه الفصول الأربع.
في زمنٍ تعتدل فيه الطِّباع، وتقف عليه الخواطر والأسماع.
فانهض لنكون إلفين، ولك الأعلى من الشرفين.
في يومٍ حلَّ به شرفُ الشمس، واعتدلت الحواسُّ الخمس.
فهناك أنشدك باللسان، مع موافقة الجوارح والجنان:
لِم لا أتيهُ في العُلى ... على جميعِ السَّلفِ
والسيدُ الشريفُ قد ... شرَّفني في الشَّرفِ
أحمد بن عبد الله العطار، المعروف بابن جدي سمحٌ سهل، لكل ثناءٍ أهل، كأنما بينه وبين القلوب نسب، أو بينه وبين الحياة سبب.
بمحاضرة أشهى من ريق المحبوب، ومحاولة أصفى من ريِّق الشُّؤبوب.
وعلى الجملة فما هو إلا تحفة قادم، وأطروفة منادم.
وعودة صحةٍ لمريض، واصطباح عيش في روضة أريض.
وبيني وبينه أخوة أواخيها مشدودة، وأبواب التمويهات عنها مسدودة.
ما زلنا في خلسةً للودِّ ونُهزة، وأريحيةٍ للحظِّ وهزَّة.
من حين رضعنا للتَّآلف ذلك الدر، وجرينا فيه على حكم عالم الذَّر.
والله يصوننا في بقية العمر عن الغير، كما صاننا عن الشَّوائبِ فيما مضى وغبر.
فمن أريج عاطره، الذي نفح به روض خاطِره. قوله مضمِّناً:
وبَليتِي ساجِي اللِّحاظِ قوامه ... غُصْنٌ على دِعصٍ تُثنِّيه الصَّبا
يهتزُّ لِيناً حين يخطُر مائساً ... جذلانِ من مرحِ الشَّبيبة والصِّبا
بدرٌ تقمَّص بالملاحةِ والبَها ... فغدا إلى كلِّ القلوبِ مُحبَّبا
سلَّتْ لواحِظُه علينا مرْهفاً ... ما كان إلا في القلوبِ مُجرَّبا
يخشى على وردِ الخدودِ لِلافحٍ ... فغدا بريْحان العِذارِ مُنقَّبا
ساوَمتُه وَصْلا فحدَّق لحظَهُ ... مُتبرِّماً نَحْوي وألوَى مُغضَبا
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 132