نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 136
خدمتْ زُهرُها النجومَ فأبدَتْ ... شكْلها في غديرِها الشَّفَّافِ
وقرأت له يوماً الديباجة التي عملتها لديوان شعري، ومنها قولي في معرض غزل: كأنَّ خاله بين الحاجبين، هنديٌّ يلعب بسيفين، أو جارح يختطف الجوارح بجناحين.
فأعجبه ما قلته وراقه، وألقى عليه أوراقه، وجاءني بعد أيام وقد نظم هذا في مقطوع، وأنشدنيه، وهو:
كأنما الخالُ بين الحاجبيْن فتًى ... يرمِي بقوسيْن أو يسطو بسيفينِ
أو طائرٍ جارحٍ أهوَى على شَرَفٍ ... ليخطِف القلبَ منِّي بالجناحينِ
ونظمت وأنا بالقاهرة قصيدة،، وصفت بها بركة الأزبكية، وتخلَّصت إلى مدح بِركةٍ خطَّها الأستاذ زين العابدين، لا برح المجد ينطق بلسانه، والجود يشكر موارد إحسانه.
فلما وصلت إلى دمشق، وقف عليها المترجم، فكتب إليَّ قصيدةً على وزنها ورَوِيِّها، وصدرها بإنشاءٍ من نسج قلمهِ.
فأما قصيدتي، فهذه:
يا حبَّذا خُضرُ الخما ... ئلِ في رياضِ الأزبكيهْ
وخُفوقُ أرديةِ النَّسي ... مِ سرى ببقْعتِها النَّديَّهْ
أرضٌ تكنَّفَها الحدا ... ئقُ والرياضُ الأريَضِيهْ
وتعطَّرتْ أرجاؤُها ... بالرَّائِحاتِ المَنْدَليَّهْ
فوَّاحةٌ بِشذا العَبي ... رِ وعابقاتٌ عنبريَّهْ
وترنَّمتْ أطيارُها ... سَحَراً بأصواتٍ شجيَّهْ
وإذا تأمَّلتَ القُصو ... رَ بها عرفتَ بها المَزِيَّهْ
ومُنحتْ ما تختارُ من ... طُرفِ المُراداتِ البهيَّهْ
ومُنِيتَ ما تهواه من ... تلك الوجوه الأصبَحِيَّهْ
وتمايلتْ شوقاً لطلْ ... عتك القدودُ السَّمهَرِيَّهْ
وقصَرتَ كلَّ هوًى على ... خَصرِ الخُصورِ الخاتِميَّهْ
وخلُصتَ من سهمِ العُيو ... ن وأنت يا قلبي الرَّميَّهْ
من كلِّ مرهوبِ الشَّبا ... في لحظِه رُسْلُ المَنِيَّهْ
وإذا أشارَ ملاطِفاً ... ويلاهُ من تلك البلِيَّهْ
يدعو النفوس إلى التَّلا ... فِ وليس يدري ما القضِيَّهْ
وعلى تَلَفُّتِ جيدهِ ... كم حار مُرتادُ التَّقِيَّهْ
ونَصيبُه في الحسنِ حيْ ... ث الشمسُ غُرَّتُه المُضِيَّهْ
فاختَر هنالك مَربَعاً ... تُكفي به كلَّ البليَّهْ
وتُقيمُ موفورَ المُنى ... وتحُفُّك المِنَنُ الحَفِيَّهْ
في ظلِّ زين العابدي ... ن الشَّهمِ أستاذ البرِيَّهْ
مولًى أناخَ المجدُ في ... أعقابِه البيضِ النَّقِيَّهْ
وتشرَّفتْ بجنابِه ... شرفُ القرومِ المولويَّهْ
فالفضل فضلُ فتًى له الْ ... أنعامُ والحُسنى سجيَّهْ
والفخرُ شِنْشِنَةٌ له ... ولقد أراها أخزميَّهْ
والحِلمُ وصفٌ قصَّرتْ ... عنه السَّجايا الأحنفِيَّهْ
والجُود كلُّ الجودِ في ... شِيَمٍ غذتْه حاتِميَّهْ
ضاهى بمقعدِه السُّها ... فغَدتْ منازلَه العليَّهْ
وجرى القضاءُ بوَفقِ ما ... يرجوه من حُسنِ الطَّويَّهْ
مولاي حيَّى الله وجْ ... هك بالتَّحياتِ الزكيَّهْ
ورعاك ما دام الدوا ... مُ بعيشةِ العمرِ الهنيَّهْ
أنا من عرفتَ بأنه ... منسوبُ سُدَّتِك السنيَّهْ
وإليك لي حقُّ انتما ... ءِ فاجرِ حقَّ المالكيَّهْ
وأقِل عِثاري إن سقَطْ ... تُ لضعفِ حالي في الهويَّهْ
فأنا الذي خطَّيتُ رَحْ ... لي في حِماك حِمَى الحمِيَّهْ
وأرحتُ من تعبِ الحيا ... ةِ هناك جسمي والمطِيَّهْ
ما لي براحٌ ما برحْ ... تُ وكان في عمرِي بقيَّهْ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 136