responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 160
دعِ القلبَ يشقى في طريقِ ضلالةٍ ... ففي رأْيه أن الوصولَ بها نُجْحُ
تؤمِّل آمالاً مدى العمرِ دونها ... كأن مَطايا النائبات به جَمْحُ
يُكتِّمُ أسْرارَ الغرامِ فؤادُه ... ويفْضحُه من مُزْنِ مُقْلتِه السَّحُّ
لقد ألفِتْ عيْناه أن تنفح الدِّما ... وتلك دِمَا لُبٍّ به أُحْكِم الجرحُ
يَعاف الكرَى منه المحاجرَ كارهاً ... نُزولَ جراحٍ جُرْحُها شأْنه الرَّشْحُ
له في انْتظارِ الطَّيْف جَفْنٌ مُؤرَّقٌ ... تَعوَّده من شدَّةِ الأرَقِ القَرْحُ
ولم يدْرِ أن الطيفَ يحْذَر أن يُرَى ... نزيلَ بيوتٍ دأْبُ أبوابها الفتحُ
غدا دهرُه بالهجرِ ليلاً جميُعه ... وحسْبُك دهرٌ بالنَّوى كلُّه جُنْحُ
كأن نجوم الأفْق فيه تنصَّرتْ ... فليس لغْير الشَّرْق وِجْهتُها تنْحُو
كأن الثُريَّا والنسور تخاصمَتْ ... وظَلاَّ على جِدٍّ يُجانُبه المَزْحُ
كأن به الشُّهْبَ الثواقبَ تنْبَرِي ... مَراسِيلَ ذاتِ البيْن يُرْجى بها الصلحُ
كأنَّ به خَيْطَ المَجرَّة جدولٌ ... تَوارَدَه الجْيشانِ وازْدحم النَّزْحُ
كأن ظلامَ الليلِ في الجوِّ عِثْيَرٌ ... تغَشّى صفوفَ الجيشِ من جَوْنِهِ فتْحُ
كأن به العَيُّوقَ مَلْكُ مُبجَّلٌ ... كأن اخْضرارَ الفجر في أُفْقِه صَرْحُ
وقوله من أخرى، مستهلها:
خَفِّضْ عليك أخا الظِّباءِ الغِيدِ ... وارْحَمْ مدامعَ جَفْنِيَ المَسْهودِ
كم ذا أُعلِّل بالأمانِي تارةً ... قلبي وطوْراً بانْتظار وعُودِ
ولَكَمْ أبِيتُ بليلةِ المْلسُوعِ في ... أذني سميعٌ في التفات رَصِيدِ
ليلة الملسوع، كناية عن السّهر المؤلم.
ومن اللطائف: دواء الملسوع الصّياح إلى الصباح.
والملسوع اسم مفعول، من لسعته الحيّة أو العقرب.
وأول من استعمل هذه الكناية الشّريف الرّضيّ، في قوله:
أتبِيتُ رَيَّانَ الجفونِ من الكرىَ ... وأَبِيتَ منك بَلْيلةِ المْلسُوعِ
ومن نوادر البيت، أن تبيت مضموم التاء، وهو للمخاطب، وأبيت مفتوح التاء وهو للمتكلم، والخطاب في الأول مستفاد من تاء المضارعة، والتّكلّم في الثاني مستفاد من الهمزة، وأن الأول مرفوع؛ لحلوله محلّ الإسم، والثاني منصوب بأن مضمرة بعد واو المصاحبة.
يامُسرِفا في هجَرِه لمتيَّمٍ ... هجَرتْ محاجِرُه لذيذَ هُجودِ
أهْوِنْ برغبتك القِلَى والجَهْد في ... تعْذيبِ شِلْوِ فؤادِيَ المفْؤُوِد
الشّلو: العضو، وفي الحديث: ائتني بشلوها الايمن.
والشّلو: شلو الإنسان، وهو جسده بعد بلاه، وكلاهما هنا محتمل.
لم يُبْقِ هَجْرُك فِيَّ قلباً خافقاً ... لسرُورِ وعدٍ أو لحزنِ وَعيدِ
وغدوتُ من فِعْل السَّقام كأنني ... أوْهامُ فكْرٍ في خيالِ بليدِ
أدْنَيْتَني حتى ملكْتَ حُشاشِتي ... وتركْتَني وَقْفاً على التَّنْكِيدِ
وله من أخرى، أولها:
عجبتُ لقلبي ما يُكِنّ من الوَجْدِ ... ونارِ جَوًى لاتفْتُر الدهرَ عن وَقْدِ
سقى مَعْهدي والرَّبْعَ من أرضِ جِلَّقٍ ... أسَحُّ غمامَىْ أدْمُعِي والحَيَا الرَّغْدِ
أُرِيدُ الحَيَا فالدمعَ أحْذَرُ إنَّه ... يُحرِّم منها ماءَها الطَّيِّبَ الوِرْدِ
من قول مهيار:
بكيْتُ على الوادِي فحرَّمْتُ ماءَه ... وكيف يَحِلُّ الماءُ أكثرُه دَمُ
منها:
وناعِسِ طرفٍ بات يمزُج راحَه ... برِيقَتِه مَزْجَ الضمائرِ بالوُدِّ
يُنادمني والسكرَ يخْفِضُ صوتَه ... كهَيْنمَةٍ بالروضِ مِن نَسْمِة الرَّنْدِ
منها:
سَقاه غَمامُ الحسنِ صَوْبَ عِهادِه ... فأثْمَر بدراً قد تنوَّر بالوَرْدِ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست