نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 162
كم رُمْتُ أخْفى عن سواك صَبابتي ... وبها ينُمُّ علىَّ شاهدُ أدْمُعِي
يهفْو لِغَيٍّ فيك قلبي ثم لا ... يُصغى لغِشٍّ الرَّشاد مُقَنَّعِ
قل للعَذُول عليك يتْرك غِشَّه ... بالنُّصْح لي فلذاك أُذْنِي لا تَعِي
لم تُحْفِ قَطُّ بشاشةٌ لُؤْمَ الفتى ... فالطبعُ يفضح حالَةَ المتطبِّعِ
إن المَلامَ وحقِّ وجهك في الهوى ... ما زاد غيرَ توَلُّهي وتوَلُّعِي
قد زاد فيك تألُّفِي بتألُّمِي ... وتفكُّري فيه انتهى لتمتُّعِي
الأبيات الثلاثة الأول، هي بعينها ثلاثة المهيار:
أوْدِعْ فؤادي حُرَقاً أو دَعِ ... ذاتُك تُؤذَى أنتَ في أضْلعِي
أمْسِك سهامَ اللحظِ أو فارْمِها ... أنتَ بما ترْمِي مصابٌ مَعِي
موقُعها القلبُ وأنت الذي ... مَسْكنُه في ذلك الموضعِ
ومن مقطعاته قوله:
إذا منَعتْ سُحْبُ العواذلِ وجهَه ... وحجَّب عني نورَه وهْو ساطعُ
فمن نارِ أحْشائيِ تصاعد بَرْقُها ... وهاطلُها ما أمْطرتْه المدامعُ
وله في الغزل:
عجبْتُ لحُسادِي عليك وليْتهم ... دَرَوا أننَّي من نْقضِك العهدَ في ضَنْكِ
مضى ظنُّهم في مَيْنِ وعدِك صحةً ... وحقق إنْجازاً عَرِيّاً عن الشِّرْكِ
فبَيْن وعيدٍ صادقٍ لا تَحيِدهُ ... ووعدٍ كَذُوبٍ ليس يُؤذن بالشَّكِّ
غدَوْتُ ولي حالٌ كما تشْتهي العِدَا ... وسُحْبُ دموعي أنْبتَتْ كَلَأَ الهَتْكِ
فللِه مَن أخلصتُ دهرِيَ وُدَّه ... وعذَّبني بالغدْر والهجرِ والفَتْكِ
وقوله، في شخص اسمه موسى:
يناديك يا موسى فؤادٌ تكثَّرتْ ... عليه وُشاةٌ في هَواكَ خُصومُ
وليس عجيباً أن تَوَلَّه في الهوى ... وأنت له بْين الأنام كليمُ
وله في غرض:
كم ذا تظَلُّ مُؤرَّقَ الأجفانِ ... ما عشْتَ وثَّاباً لنَيْلِ أمانِي
فبكلِّ وادٍ أنت رائدُ مطلبٍ ... وبَكلِّ نادٍ أنت ناشدُ شانِ
تَرِدُ الخطوبَ لَمِوردٍ هاعَتْ به ... أُسْد الفَلا مذعورةَ الأعْيانِ
لا تهتْدي فيه القَطا لورودها ... إلا بورْدِ الضَّيْغمِ الظَّمآنِ
وكأنما رِيشُ النواهض حولَه ... وَقْعُ النِّبال عقِيب يوم طِعانِ
وترى المَطايا عُوِّضتْ من طائِها ... نُونا لمُقْتَحِمٍ له ومُدانِ
فأتْيته والأُسْد تُوجِس خِيفةً ... فيه مفارِقة ثباتَ جَنانِ
وحَشَا خطوبٍ قد شققْتُ ضميرهَا ... بيدٍ تدُقُّ عَواِلَي المُرَّانِ
وغدوتَ تعْتسفُ الفَلا وتجوبُها ... لمطالبٍ قد زُيِّنتْ وأمانِي
وفَرَيْتَ وَفْر ظلامها بصوارمٍ ... وصلتْ عُرَى الإصْباح باللَّمعانِ
وركبت متنْ مَهاِمهٍ متوخّياً ... دارَ العُلى فوصلتها بأمانِ
وبذلْت شَرْخَ العمرِ وهْو نفِيسُه ... في سُوقِ رَغْبات الهوى النَّفساَني
قسماً بأيامِ الشباب وطِيبِها ... وبنظمِ شَمْلٍ شَتَّه الحَدَثانِ
وبأنَّةِ القلبِ الصريعِ إذا نأَى ... عنه الأليفُ وأقْفرتْه مَغَانِي
لَأشَدُّ ما يْلَقى أمرُؤٌ في دهرِه ... شيئان صدقُ قِلىً وبُعْد مُدانِي
وله مضمنا بيت الأرجاني مرتجلا:
لستُ أنْسَى ليالياً قد تقضَّتْ ... بوصالٍ وطِيبِ عْيشٍ بمغْنَى
كم قضَينا بها لُبانَة أُنْسٍ ... وظفِرْنا بكلِّ ما نتمنَّى
حيثُ غُصْنُ الشبابِ رَيَّانُ من ما ... ءِ صِباه في الهوى يتثَّنى
قد أتتْ بغتةً وولَّتْ سِراعاً ... كطُروقِ الخيال مُذْ زَار وَهْنَا
أترى هل تعود بالتَّدانِي ... ومُحالٌ جَمْعِي بها أو تُثنَّى
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 162