نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 192
صدق الناسُ ليس للوردِ وُدٌّ ... إنما الوُدُّ كلُّه لْلآسِ
نسبته عدم الود بسبب قلة مكثه، ونسبة الود للآس بسبب دوام لبثه.
وهذا مستعمل في الأشعار كثيراً، كقول ابن زيدون:
لا يكُنْ وُدُّكَ وَرْداً ... إنَّ وُدِّي لك آسُ
وله:
شبَّهْتُه بالغُصْنِ بين الرُّبَى ... ووجهه بالزَّهْرِ مُنْفضَّا
فأصبح الغصنُ له مُطْرِقاً ... والزهرُ من فَرْطِ الحيَا غَضَّا
ولو في زهر البلسان:
وأشجارِ بَلَسانٍ بها لعب الصَّبا ... فبهْجَتُها بين الحدائِق مُفْرِطَهْ
كأن بياض الزَّهر فوق غُصونِها ... كُفوفُ لُجَيْنٍ بالنُّضارِ مُنقَّطهْ
وله:
لمَّا تكاملَ حسنُه وجمالُه ... وزهَى كغصنٍ بالدَّلالِ رشيقِ
نزل العذارُ على الخدود كأنه ... طَلُّ الزَّبَرْجَدِ في رياضِ عَقِيقِ
وله:
شكا لي نسِيمُ الروضِ ضَعْفاً أجَبْتُه ... وقلبي بأثْقالِ الغرامِ كلِيلُ
أعَلَّك غصنٌ عَلنَّي صَدُّ مثْلِه ... إذاً فكِلانَا يا نسيمُ عَلِيلُ
وله مضمنا:
أدار علينا الكأسَ ظَبْيٌ مُهَفْهَفٌ ... قطعْنا الدُّجى وَصْلاً به نتنعَّمُ
وغنَّى عن النَّايِ الرّخِيمِ مُشبِّباً ... فنحن سكوتٌ والهوى يتكلَّمُ
مثله للشهاب الخفاجي:
لنا مجلسٌ فيه من اللهوِ مُطْربٌ ... وآدَابُنا ما بينه تترنَّمُ
ونايٌ يُناجِينا بأسْرارِ ربِّنا ... ونحن سكوتٌ والهوى يتكلمُ
وله في أرمد:
يا قومِ لا تحسَبوا في عينِه رمداً ... لقَد ألمَّ بنا من قولكمْ ألَمُ
ماذا سوى أنه مذ رام يْقُتلني ... رَنَا إلىَّ فأغْضى والسيوفُ دَمُ
مثله للصلاح الصفدي:
أيْقظْتُه من كَراه بعد ما رمَدت ... عيْناه لا مَسَّها من بعدها ألَمُ
قد زُرْتُه وسيوفُ الهند مُغْمدةٌ ... وقد نظرتُ إليه والسيوفُ دَمُ
وله، في مليح اسمه عثمان، وفي يده شمعة:
بأَبِي مليحٌ لاح يحملُ شمعةٌ ... في كفِّه ليلاً فَراقَ لعيْنِي
لمَّا بدا وأضاءَ نورُ جمالِه ... قلت انْظروا عثمانَ ذا النُّورَيْنِ
ولابن المعتز في مثله، بيده شمعتان:
وافَى إلىَّ بشْمعتْين ووجهُه ... بضِيائِه يزْهُو على القمريْنِ
نادَيْتُه ما الإِسمُ يا كلَّ المُنَى ... فأجابَنِي: عثمان ذو النورَيْنِ
وكان السيد عبد الرحمن بن النقيب أطلعه على دعابة لبعض الأندلسيِّين، فعمل على أسلوبها مقامةً وهى هذه:
وأنا الذي أهْدَى أقلَّ بَهارِهِ ... حُسْناً لأحسنِ روضةٍ مِئْنافِ
إن أحْلَى ما تمزَج به كؤوسَ المودَّة، وأعْطَر ما تستْنِشقه مَشامُّ الخواطر المستعِدَّة.
خبرٌ له الطَّربُ مُبتدا، وحديث ترويه عن القريحة مُسْنَدا.
وذلك حين اسْتُفزَّت هوامِدُ السرور، وتغنَّى في دَوْحة الأنس كلُّ بُلبل وشُحْرور.
وتنبَّهتْ ذات الجناِح بسُحْرةٍ ... في الوادييْن فنبَّهتْ أشواقِي
وأنا الذي أُمْلِي الهوَى من خاطرِي ... وهي التي تُمْلِى من الأوراقِ
حتى خرجت أسوق مطايا الأسى، لأبيع كافورة الصبح وأشترى عنبر المسا.
والصبحُ قد أهْدَى لنا كافورَهُ ... لمَّا اسْتردَّ الليلُ منَّا العنْبَرَا
قاصداً ادِّراعَ حلل اللهو، إلى حومة الطرب والزهو.
ومتحرشاً بأذيال البكور والأصائل، ومعتبراً بقول القائل:
باكِرْ إلى اللذاتِ واركبْ لها ... سوابقَ اللهوِ ذوات المراحْ
من قبل أن ترْشِفَ شمسُ الضُّحَى ... ريِقَ الغَوَادي من ثُغور الأقاح
فبينما أنا كذلك وإذا بشقِيق شفِيق، ورفيقٍ هو بي في سائر الأمور رفيق.
فأقبل على إقبال الكرام، وقد لمعت بالبشر صفحات وجهه بعد أن حيا بالسلام.
تشربُه الرَّاح وهو يشربُها ... يطربُ من حسنِ وجهِه الطَّربُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 192