نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 253
رُوَيْداً هي الأيامُ لا تَرْجُ سُقْهَما ... فما كان منها غادياً كان رائحَا
وما كان منها دانِياً كان نائياً ... وما كان سانحاً كان بارِحَا
وقوله من أخرى، أولها:
هو الحبُّ لأُقرْب يدوم ولا بُعْدُ ... وقد دقَّ معنًى أن يُحيِط به حَدُّ
يحَارُ أُولو الألباب في كُنْهِ ذاتِه ... فمِن جِدِّه هزلٌ ومن هزلهِ جِدُّ
لك اللهُ قلبي كم تُجِنُّ لواعِجاً ... يذوب لأدْنَى حَرِّها الحجر الصَّلْدُ
نصَحْتُك جُهْدِي لاقبلتَ نصيحتي ... فعدْلُ الهوى جَوْرٌ وحُرُّ الهوى عبدُ
لقد عالج الحبَّ المُحِبُّون قبلَنا ... فما نالَهم إلا القطيعةُ والصَّدُّ
فإن قال قومٌ إن في العشقِ لَذَّةً ... فما أنْصفوا هذا خلافُ الذي يْبدُو
نعيمٌ هو البَلْوَى ورِىٌّ هو الظَّما ... وذاك فَناءُ الجسم يجْلبه الوَجْدُ
على أنني جرَّبْتُه وبلَوْتُه ... إذا أنه كالصَّابِ ذِيفَ به الشُّهْدُ
وما قلتُ جهلاً بالغرام وإنما ... يُصدِّق قولي من له بالهوى عهدُ
وقوله من أخرى، أولها:
ما لاح بَرْقٌ برُبَي حاجِرِ ... إلَّا اسْتهلَّ الدمعُ من ناظرِي
ولا تذكَّرتُ عهودَ الحِمى ... وإلا وسار القلبُ عن سائرِي
أوَّاهُ كم أحمل جَوْرَ الهوى ... ما أشْبهَ الأولَ بالآخرِ
يا هل ترى يدْرِي نَؤُومُ الضحى ... بحالِ سَاهٍ في الدجى ساهرِ
تهُبُّ إن هبَّتْ يمانَّيةٌ ... أشْواقُه للرَّشأ النافرِ
يضربُ في الآفاقِ لا يأْتِلي ... في جَوْبِها كالمثلِ السائرِ
طوراً تِهامِيّاً وطوراً له ... شوقٌ إلى من حلَّ في الحائرِ
كأنَّ ممَّا رابَه قلبَه ... عُلِّق في قادِمَتَيْ طائرِ
أصل هذا المعنى لعروة بن حزام، قال:
كأنَّ قَطاةً عُلِّقتْ بجناحِها ... على كبدِي من شِدَّةِ الخفَقانِ
وقوله، من أخرى:
لك الخيرُ لا زيدٌ يدوم ولا عمرُو ... ولا ماءَ يبْقَى في الدِّنانِ ولا خمرُ
فبادِرْ إلى الَّلذَّاتِ غيرَ مُراقبٍ ... فمالك إن قَّصرتَ في نَيْلها عذرُ
فإن قيل في الشَّيبِ الوَقارُ لأهِله ... فذاك كلامٌ منه في مَسْمِعي وَقْرُ
وقالوا نَذِيرُ الشيبِ جاء كما ترى ... فقلتُ لهم هيهات أن تُغْنِىَ النُّذْرُ
لئِن كان رأسِي غيَّر الشيبُ لونَه ... فرِقَّة طبعي لا يغيِّرها الدهرُ
يقولون دَعْ عنك الغواني فإنما ... قُصاراك لَحْظُ العين والنَّظر الشَّزْرُ
وهل فيك للْغِيد الحسان بقيَّةٌ ... وقد ظهر المكنونُ وارتفع السِّتْرُ
وما للغواني وابنِ سبعين حِجَّةً ... وحِلمُ الهوى جهلٌ ومعروفُه نُكْرُ
فقلتُ دعوني والهوى ذلك الهوى ... وما العمرُ إلا العامُ واليومُ والشهرُ
نشأتُ أُحِبُّ الغِيدَ طفلا ويافِعا ... وكهلا ولو أَوفِى على المائة العُمْرُ
وهُنَّ وإن أعرضْنَ عني حَبائِبٌ ... لهُنَّ علىَّ الحكمُ والنَّهْىُ والأمرُ
أُحاشِيك بي منهنَّ مَن لو تعرَّضتْ ... لنَوْءِ الثُّريَّا لاسْتهلَّ لها القَطْرُ
ترقْرَق ماءُ الحسن في نارِ خدِّها ... فماءٌ ولا ماءٌ وجمرٌ ولا جمرُ
فيا بُعْد ما بين الحِسان وبينها ... لهُنَّ جميعاً شَطْرُه ولها الشطرُ
بَرَهْرَهَةٌ صِفْرُ الوِشاحِ إذا مشَتْ ... تجاذَب منها الرّدْفُ والعِطْف والخَصْرُ
من البِيض لم تْغِمس يداً في لَطِيمةٍ ... وقد ملأ الآفاقَ من طِيبها نَشْرُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 253