نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 254
تَخَرُّ لها زُهْر الكواكب سُجَّداً ... وتْعنُو لها الشمسُ المنيرةُ والبدرُ
تَخالُ بجَفنيها من النومِ لَوْثةً ... وتحسَبُها سكرَى وليس بها سُكرُ
وقالوا إلى هاروتَ يُنسَب سحرُها ... أبى اللهُ بل من لَحْظِها يُؤخَذ السحرُ
تخالَف حالي في الغراِم وحالُها ... لها مَحْضُ وُدِّي في الهوى وليَ الهجرُ
وقوله من أخرى، أولها:
أرَبْعَ الندى لا زال نجْمُك مشرِقَا ... وسَحَّ سحابُ العزِّ فيك وأغْدقَا
ولا برِحتْ فيك السُّعودُ سوانِحاً ... لتجمعَ من مكْنونها ما تفرَّقَا
سقاك رُضاب الغانيات إذا أبَتْ ... عيونُ الغوادِي فيك أن تَتَرقْرَقَا
لتْغدُو رُباك السامياتُ كأنما ... كستْها يدُ الأنْواءِ وَشْياً مُنَّمقا
إذا ما ذوَى نبْتُ الرِّياضِ فنَوْرُه ... نَضارتُه تبْقَى إذا الدهرُ أخْلَقَا
فكم قد نهَبْنا فيك أوقاتَ لَذَّةٍ ... رَقَمْنا بها في الدهر رَسْما مُحقَّقَا
يدير علينا اللهوُ في طَيِّ نَشْرِها ... كؤوسَ الصّبا لا البابِليَّ المُعتَّقَا
وقوله من أخرى، أولها:
أشمسُ الضحى لا بل مُحَيَّاك أجملُ ... وخُوط النَّقا لا بل قَوامُك أعْدل
سفَرْتِ لنا حيثُ النجومُ كأنها ... كواعبُ في سُود المطارِف ترفُلُ
وحيث الهزِيعُ الآبَنُوسِيُّ حالِكٌ ... كأن الدجى سِتْرٌ على الأرضِ مُسَبلُ
كأن غرابَ البَيْن قُصَّ جناحُه ... فليس له مَنْأَى ولا مُتحوَّلُ
كأن رياضاً من أقاحٍ ونَرْجِسٍ ... سقاهُنَّ من نهر المَجرَّةِ جدولُ
كأن الثريَّا إذا تَراءتْ لناظرِي ... وِشاحٌ على زَنْد الزَّمان مُفصَّلُ
كأن سُهَيْلاً والنجومُ تؤُمُّه ... نوافِرُ وُرْقٍ خِلْنَ قد لاح أجْدَلُ
كان السُّهَا ذو صَبْوةٍ غالَه النوى ... فأنْحلَه والبَيْن للصبِّ يُنْحِلُ
كأنَّا رأيْنا بالنَّعائمِ إذ بدَتْ ... نعائمَ تجْتابُ الفَلا وهْيَ هُمَّلُ
كأن السِّماكَيْن اسْتطارا لغارةٍ ... فهذا له رُمْحٌ وذلك أعْزَلُ
فلما بدا مَرْآك شابتْ فروعُه ... وقد كان مُسوَدَّ الغدائرِ ألْيَلُ
نزَحْت فلا غصنُ المَسرَّة يانِعٌ ... ولا الماءُ سَلْسال ولا الروضُ مُخضَلُ
كأنِّي غَداة البَيْن حاسِي سُلافةٍ ... إذا شُدَّ منه مَفْصِل هاضَ مَفصِلُ
تناولها صِرْفا ليحيَى فقرَّبتْ ... إليه الرَّدَى مما يُعلُّ وينْهَلُ
إذا رفعوه خَرَّ مُلْقًى كأنه ... نَقاً وكِلا أرجائه يتهيَّلُ
يُعاوده طوراً جنونٌ وتارةً ... لِما شربتْ من عقله الراحُ أخْيَلُ
وأنْكَى جوًى يْعتادني لَومُ لائمٍ ... وهل يَرْعوِى ذو جِنَّة ليس يعقلُ
أأسلُو وبي مالو يُلِمّ بيَذْبُلٍ ... لَدُكَّ لما لاقَى من الوجد يَذْبُلُ
يرمون قْتلى بالمَلام تعمُّداً ... وما أكثروا التأْنيبَ إلاَّ ليفعلُوا
لك الحكمُ يا دهري بما شئتَ فارْمِني ... أيجزعُ من حَرِّ الضِّرامِ السَّمَنْدَلُ
السمندل: طائر هندي.
قال بعضهم: هو ناريٌ يعيش في النار كما يعيش طائر الماء في الماء.
وقال آخرون: هو طائر إذا هرم دخل نار الأتون أو نارا جاحمة غيرها، فيمكث فيها ساعات فيعود شابا.
وإياه عنى البهراني بقوله:
وطائرٍ يسبح في جاحمٍ ... كماهرٍ يسبحُ في غَمْرِ
قال الجاحظ: وفي السمندل آية غريبة، وصنعة عجيبة، وداعية للتفكر، وسبب للتعجب، وذلك أنه يدخل في أتون النار فلا تحترق له ريشة.
لَعاً لِعثاري كيف لا أبلغ المنى ... وأُدرِك شأْواً نَيْلُه لا يُؤمَّلُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 254