نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 284
أنقِّلهُم من منزلٍ بعد منزلٍ ... ولولا انْتضاءُ السيفِ أصْداه أجْفانُ
فطوْراً جعلتُ العينَ وادِي عقِيقهمْ ... إذا سال منها بالمَدامع طُوفانُ
وطوراً لهم قلبي الغَضَا ما تضرَّمت ... بتَذْكار عيشٍ لمْ يدُم ليَ نِيرانُ
لئن فات عيني منهمُ اليوم بَهْجةٌ ... فقد ملأتْ دارَ الأحاديث آذانُ
وكم من مُحِبٍّ لم يشاهدْحبيبَه ... كما تُعْشَق الجنَّاتُ روضٌ وأفْنانُ
أُؤَجِّج في الأحْشاء نارَ القِرَى عسى ... على ضوئِها تعْشُو من الطَّيْفِ ضِيفانُ
فرشْتُ له جَفْناً بطائفة الكرَى ... وأين الكرَى هيهات قَوْليَ بُهتانُ
فما الطيفُ إلا البدر والنومُ فكرتي ... فها أنا يقظانٌ وها أنا وَسْنانُ
أمولايَ يا هذا الصَّلاحي الذي به ... صَلاحُ وِدادٍ قد وهَى عنه ثَهْلانُ
لئن ظمئتْ عيين إلى مَنْهَلِ اللِّقا ... فقلبي برَيّاً ذكرِك اليومَ رَيَّانُ
ومن غرر قصادءئه في إبداء التشوق، قوله:
على أثَلات الوادِيَيْن سلامُ ... وبعضُ تَحايا الزائرين غَرامُ
تذكَّرتُ أيامي بها وأحبَّتي ... إذا العيشُ غَضٌّ والزمان غلامُ
وإلْمامتي بالحيِّ حيثُ تواجهَتْ ... قصورٌ وأكْنافُ الحمَى وخيامُ
أُلامُ على هِجْرانهم وهمُ المنَى ... وكيف يُقيمُ الحرُّ وهْو يُضامُ
همُ شرَعوا أنَّ الجفاءَ مُحلَّلٌ ... وهم حكموا أن الوفاءَ حرامُ
بقلبيَ رَوْحٌ منهمُ وضَمانةٌ ... وعنديَ بُرْءٌ منهم وسَقامُ
وأبْلحَ أمَّا وجهُه حين يُجْتَلي ... فشمسٌ واما كفُّه فغَمامُ
جرى طائري منه سَنِيحاً فعلَّني ... بدَرِّ أيادٍ مالهُنَّ فِطامُ
شَرَدْتُ عليه غيرَ جاحدِ نعمةٍ ... أُكلَّفُ خَسْفا بعده وأُسامُ
وقد يُسلَب الرأيُ الفتى وهْو حازمٌ ... وينْبُو غَرارُ السيفِ وهْو حسامُ
فقد وجد الواشون سُوقا ونفَّقوا ... بضائع زودى مالهُنَّ دَوامُ
وبعضُ كلام القائلين تزيُّدٌ ... وبعضُ قبول السامعين أَثامُ
فأصبح شَمْلُ الأُنْس وهْو مُبدَّدٌ ... لديه وحبلُ القُرْب وهْو زِمامُ
يُقَرِّب دوني من شَهِدتُ وغيَّبوا ... ويُوصِل قبلي من سهِرتُ ونامُوا
تزاوَر حتى ما يُرجَّى الْتفاتَهً ... وأعْرَض حتتى ما يَرُدُّ سلامُ
فلا عَطْفَ إلاَّ لَحْظَةٌ وتنكُّرٌ ... ولا رّدَّ إلا ضَجرةٌ وسَآمُ
فإن يكٌ رأيٌ زَلَّ أو قدَرٌ جرى ... بنازِلةٍ فيها عليَّ سلامُ
فواللهِ ما فرَّقتُ فيك جنايةً ... أُعابُ بها في جَحْفَلٍ وأُذامُ
ولا قَرَّ لي بعد التفرُّق مَضْجَعٌ ... ولا طابَ لي بعد الرَّحيلِ مُقامُ
ولا ليَ إلَّا في ولائك مَسْرَحٌ ... ولا ليَ إلَّا في هواك مَسَامُ
وإن أكُ قد فارقتُ دارَك طائعاً ... فللدهرِ في شَتِّ الجميع غَرامُ
فقَبْلِيَ ما خلَّى عليّاً شقيقُه ... وقرَّ بِه بعد العِراق شآمُ
حياءً فإن الصفحَ فيه مَغَبَّةٌ ... ومَعْذرةٌ إن الكرامَ كِرامُ
أَلِمْنا وأعْذرْتم فإن تبْلُغِ المَدَى ... من العَتْب نُعْذَر دونكم ونُلامُ
وأحسنتُم بَدْءًا فهلَّا أعدتمُ ... ففي العَوْد للفضلِ الجميل تَمامُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 284