responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 34
إذا أقبلت دنياك يوماً على امرئٍ ... كسَته ولم يشعر محاسن غيرهِ
وإن أدبرتْ سلبتْ محاسن نفسه ... وكُسى شروراً عن ملابس خيرهِ
وله:
كلُّ الحوائج تنقضي ... فاعجب لفرقِ قضائها
فالأُسد تفترس المها ... وتعيثُ في أعضائها
والنَّمل عظمٌ واحدٌ ... منها يفي برضائها
وله من النوع الذي يسمى بالاكتفاء:
إنَّ احتفال المرء بالمرء لا ... أحبُّه إلا مع الاكتفا
مبالغات النَّاس مذمومةٌ ... فاسلك سبيل القصد في الاحتفا
فيها التزامٌ عجيب، لم ينظم مثله، وهو أن يكون اللفظ المكتفي به بمعنى اللفظ المكتفي منه؛ فإن الاحتفاء والاحتفال بمعنى الاعتناء؛ فيكون على هذا الاكتفاء وعدمه على حدٍّ سواء، إذ لو قطع النظر عن لفظ الاحتفال لأغنى عنه لفظ الاحتفاء، مع تسمية النوع فيهما.
وله:
أضمُّ على قلبي يديَّ تشوُّقاً ... وألوي حيازيمي عليك تحرُّقاً
تساوى حضوري في هواك وغيبتي ... ومن عجبٍ شوقٌ لدى البعد واللِّقا
رعى الله قلبي حيث كان فإنَّه ... غدا بحبال الشَّمس منك معلَّقا
ومن رباعياته قوله:
أبكيك ولو بقدر شوقي أبكي ... أوردت محاجري حياضَ الهُلكِ
لو قال لي الغرام ممَّن تشكو ... بأساً وأساً لقلت منكي منكي
وله:
أيُّ ذنبٍ ليَ قل لي ... غير حظٍّ منك قلِّ
أتراني منك أصبح ... تُ برأيِ مستقلِّ
لك نفسي أيها ال ... جاني فخذ جهد المقلِّ
وله:
أيُّها الجاني المدلُّ ... لك نفسي وتقلُّ
طال تعذيبك قلبي ... فعذابي لا يحلُّ
أنت في حلٍّ فبادر ... بدمٍ ليس يحلُّ
وله من قصيدة، مطلعها:
عذراً لطيشك إن السنَّ مقتبل ... فليس ينفع في أشواقك العذلُ
سبعٌ وعشرون لو مرَّت على جبلٍ ... لراح يختال منها ذلك الجبلُ
قضَّيت فيها شباباً لو تطلَّبه ... رضوان في الخلد أعيتْ قصده الحيلُ
نظيمةٌ كعقود الدرِّ في نسقٍ ... فلو حوتها عقودٌ زانها العطلُ
نشوان أطفح من خمر الشَّباب ولا ... كنشوة الخمر يشكو فعلها الثَّملُ
من حيث عندي فكاهاتٌ ألذُّ بها ... راحي الرُّضاب وتفاحي هي القبلُ
أعانق الغصن في أكمامه قمرٌ ... وألثم البدر في أعطافه كسلُ
لو حلَّت الشَّمس يوماً في محلَّتنا ... لراح يندبها من شجوه الحملُ
أو قابل البدر عندي من أسامره ... لمسه دونه التَّشوير والخجل
أيام لم أحتمل للصبر عاقبةً ... ولم أقل ليت جفني راح ينهملُ
مرَّت فلا صفوُها في العيش ذو رنقٍ ... يوماً ولا ظلُّها في الأمن منتقلُ
تلهو السِّنون بها في أمرهنَّ كما ... يلهو بقلب الفتى في يومه الأملُ
وله الميمية التي أبانت عن شغف، كاد يفضي به إلى التلف، وغرامٍ رمي منه بكلف الكلف. وسبب ذلك صدُّ حبيبٍ لم يدع فيه للتَّحمل محلاً، وأذهل لبَّه فتركه بمقتضيات الحب مخلاً، وهي هذه:
حكَّمتهم في فؤادي حسبما رسموا ... فليتهم حكموا بالعدل إذ حكموا
أو ليتنا قد صبرنا مذعنين لهم ... أو ليتهم إذ تولوا أمرنا رحموا
جاروا ولو علموا أني لحكمهم ... طوع القياد لما جاروا ولا ظلموا
ضنُّوا بصحبتهم عنا ولو علموا ... صدق المحبة منَّا خلتهم ندموا
هم عرَّضونا لبلواهم بقربهم ... حتى إذا ما رأوا إقبالنا سئموا
كنَّا بنينا لهم في القلب منزلةً ... علياء حتى إذا ما شيِّدت هدموا
ظنُّوا بنا غير ما تطوي سرائرنا ... والله يأبى الذي ظنُّوه والكرمُ
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي ... أنا الثُّريَّا وذانِ الشَّيبُ والهرمُ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست