نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 36
وكنت أبكي على حظِّي بكم زمناً ... فصرت أعجب من حظِّي وأبتسمُ
وصرت أندبكم لا أنَّني أسِفٌ ... لكن لأعلم قومي أنَّكم رِممُ
طلبتُ صحبتكم حتى وجدتكم ... إذا احتفلْت بكم سيَّان والعدمُ
ورحت والصَّبر لم تثلم جوانبه ... وعدت والقلب مني باردٌ شَبِمُ
إني وما ضمَّ قلبي من سلوِّكمُ ... أليةً ليس عندي غيرها قسمُ
قد اغتنمتم بعادي عن مجالسكم ... وليس قربكم في النَّاس يغتنمُ
وكنت أزعم أن البيت بيتكم ... وأنَّ عرضكم دون الورى حرمُ
وأنَّني عبدكم حتى رأيت لكم ... عبداً يسيء بمولاه وينهزمُ
ما كان لي أن أُرى في الرِّق مشتركا ... مع عبد سوءٍ به الأحرار تُهتَضَمُ
عميتم عن محبيكم فسيء بكم ... وتلك عاقبة القوم الذي عموا
سحرت ذا الدُّرَّ حتى صغته كلماً ... لا تحسبوا أنه ما بينكم كلِمُ
لو لم تكن رقَّة الألفاظ تخدعكم ... لقلتم إنها المصقولة الخذِمُ
فلا رعى الله من لم يرع صحبتنا ... ولا رعى مرتعاً سامت به النَّعمُ
وله:
ربَّ يومٍ جاء يوحي بأمرٍ ... فيه شيطانه إلى شيطاني
من سرارٍ بين اللَّحاظ وروحي ... أتقنت علم سحره العينانِ
وأفاضا من الهوى في حديثٍ ... ليس من جنس ما يعي الملكانِ
ثم زنداي وشَّحاه وشاحاً ... ما لزنَّاره بذاك يدانِ
فاغتدينا من العناق اتِّحاداً ... مثل جسمٍ قد حلَّه روحانِ
وله:
لمَّا رأيت العيش من ثمر الصِّبا ... وعلمت أنَّ العفو حظُّ الجاني
أدركت ما سوَّلتُهُ شبيبتي ... وفعلتُ ما لا ظنَّه شيطاني
وله:
ولقد صحبتُ العزَّ مذ أنا يافعٌ ... فهو الشَّباب على الشبابِ أتاني
ولو اعترى بعد الشباب لسرَّني ... فالعزُّ مكتهلاً شبابٌ ثاني
وله:
قد أظماني الغرام مما فيَّا ... هيَّا بفضول دمعِ كاسي هيَّا
لا تلحظنِّي عروس بختي أنَفاً ... حتى ولو انتقشتُ كلي كيَّا
الأمير منجك بن محمد المنجكي هذا الأمير، سقى عهده مفاض الديم، وحيى الرضوان منه تلك الشيم. إن لم يكن ثاني أبي فراس في الشعر وحده، فهو مع ذلك ثاني ابن طيٍّ الذي تجاوز في الكرم حده. فهما إن ابتدآ الأمرين في الوجود، فهو الذي انتهى به الفضل والجود. وأحسن ما في الطاووس الذنب، وفي الخمر معنًى ليس في العنب.
هذا، وكل ناطقٍ بلسان، وعارفٍ بحسنٍ واستحسان. مجمعٌ على فضله الذي اقتضى لذكره التخليد، فالعالم عرفه بعلمه، والجاهل قال بالتقليد. وهو منذ لاح هلاله في أوجه، وأبوه بين حزب الإقبال وفوجه. يفدى بالشموس والأقمار، ويمد بالأنفس والأعمار. وإن لم يكن في قبة السما، فهو في بحبوحة القُنَّة الشَّما. يباهي بسؤددٍ اتصلت أصوله اتصال الشآبيب، وتناسبت فروعه تناسب الرماح كعوباً على كعوب، وأنابيب على أنابيب. وعزٍّ له ذروةٌ تفضي إلى روضٍ بالسَّماح يجود، فكم لجباه العفاة لديه من مجال سجودٍ من مجالس جود. حتى قعد مقعد والده، واحتوى من رياشه على طريفه وتالده.
هنالك سلك من البذل ما سلك، وسخا والسخيُّ جوده بما ملك. فأعرضت عنه الأيام إعراض النسيم عن الروضة الغنَّاء، وتخلت عنه تخلي العقد عن عنق الحسناء.
وإذا الجواد يبيت من ... جور الزمَّان على وسادِ
كالعين تفرح غيرها ... وتظلُّ لابسة الحدادِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 36