responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 374
فلم أدْرِ من يشكو أدُرُّ عُقودِها ... أم الصدرُ مما نالَه يشْتكي الدُّرَّا
سحق العقود من مخترعات ابن هندو في قوله:
ولمَّا أن تعانَقْنا سحَقْنَا ... عقودَ الدُّرِّ من ضِيق العناقِ
ومثله ذوب حصا الياقوت في قول أبي الجوائز:
واعتنقْنا ضَمّاً يذوب حَصَا الْيَا ... قوتِ منه وتطمئنُّ النُّهودُ
وقال فيها الباخرزي: ذوب تتذاوب فيه الأماني، وسحقٌ تتساحق عليه الغواني.
ومن بدائعه قوله:
أيا أختَ الظِّباءِ وبنتَ بَدرِ السَّ ... ماءِ وضَرَّةَ الشمسِ المُنيرَهْ
عشِيرتُك النجومُ فمن يُدانِي ... عُلاكِ وأنتِ في سَعْدِ العَشِيرَهْ
ومن عَجَب أسَرْتِ القلبَ قسْراً ... وأنت لحَجْلِك الزَّاهِي أسِيرَهْ
وقوله في صفة جواد أغر:
ومُطَهَّمٍ كالليلِ حين ركبْتُه ... فكأنَّ بدراً فوق ليلٍ أسْفَعِ
جاء الصباحُ يريد مَسْحَ جبِينِه ... في كفِّه فهَفا ومَسَّ بأُصْبُعِ
هذا عند التأمل أوضح في التشبيه، من قول ابن نباتة:
وكأنَّما لَطم الصباحُ جَبِينَهُ
وله:
ذُقْنا الفِراقَ ووَصْلَكم ووَداعكُمْ ... فإذا الحلاوةُ بالمرارةِ لا تَفِي
حلَف الزمانُ بأن يفِي بوصالِكم ... وثنَى فكان يمينُه أن لا يَفِي
يا مَن دَنا وثنَى عِنان وِصالِه ... حُوشِيتَ من زَفَراتِ قلبِي المُدْنَفِ
فلئن وجدتُمْ في البحارِ مُلوحةً ... ما ذاك إلا مِن دموعِي الذُّرَّفِ
وله:
برُوحِي التي لم تُبْقِ منّي بقيَّةً ... فَيعرفَ صوتي إن تكلَّمْتُ عارِفُ
نحَلْتُ فلو أنِّي طَرقْتُ ديارَها ... لقالتْ خيالٌ زار أم هو هاتِفُ
وله من قصيدة، مطلعها:
عسى وجَفَاتِ اليَعْمَلاتِ ألأيانقِ ... تُبلِّغني وادِي العُذَيْب وبارِقِ
فيَهدأ قلبٌ خافِقٌ من زِيالِهمْ ... وإن كان في غير الهوى غيرَ خافِقِ
لئن راعَنِي ما اسْوَدَّ من يوم بَيْنِهمْ ... فما راعَهم إلاَّ بياضُ مَفارِقِي
فهل بِوَمِيض البرقِ عَوْنٌ لناظرٍ ... على البُعد ليلاً عن يَمِين الأبارِقِ
وهل بهبُوط الوادِيَيْن مُعرِّسٌ ... وهل بنسِيم الرِّيح رَوْحٌ لناشِقِ
نعمْ إنْ تَزُرْ تلك الديارَ تجِدْ بها ... لُبانةَ مُشتاقٍ وحَنَّةَ عاشِقِ
بحيث الحصَا كاللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ بَهْجةً ... وطِيبُ ثَراها فاق مِسْكَ العوابِقِ
ديارٌ إذا ما الصَّبُّ زار خِباءَها ... رأيتَ عجيباً من مَشُوقٍ وشائقِ
ولكنَّها مَحْفوفةٌ بضَراغِمٍ ... أتَوْا من مُرورِ الرِّيح في زِيِّ طارقِ
فلو قدَّرُوا أن لا يُرَى النجمُ عندَهم ... رَمَوْا كلَّ نَجْمٍ في السماءِ بخارِقِ
ولولا شُروطُ الحبِّ زُرْتَ خيامَهم ... زيارةَ غَازٍ لا زيارةَ وَامِقِ
على كلِّ مقْدُودٍ من الليلِ جِسْمُه ... يُعاجِلُ رَجْعَ الطَّرْفِ حين التَّسابُقِ
ولا عجَبٌ لو راح للرِّيح لاحِقاً ... إذا كان يُعْزَى للوجِيهِ ولاحِقِ
فلو رام ساري البرقِ يسْرِي خيالُه ... لَقال اتَّئِدْ يا برقُ لستَ مُرافِقِي
من الَّلاءِ لم تعرف سوى الكَرِّ غارةً ... إذا امْتلأتْ رُحْبُ الفَلا بالفَيَالِقِ
يُجشِّمها مَن هَوَّن الموتَ عنده ... طِلابُ المَعالِي واحْتمالُ الحقائقِ
تحمَّل أعْباءَ الخُطوب وإنَّها ... تمِيدُ لها صُمُّ الشِّدادِ الشَّواهِقِ
وإن احْتمالَ الخَطْب في كلِّ حادثٍ ... طرائقُ آبائي وبعضُ طَرائقِي
فما عُذْرُ من عادتْ جَراثِمُ أصْلِه ... إلى كاظِمٍ للغَيْظ من بعد صادقِ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست