نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 40
فما وحقِّك عن ودٍّ زيارته ... لكن ليزجرَ طرفي والرُّقاد معا
وله:
رَيحانتي روض المحاسن ما الذي ... بلِّغتماه من العذول اللاغي
حتى توارت وردتا خدَّيكما ... عن ناظري ببنفسج الأصداغِ
وله، وهو معنًى أبدع فيه كل الإبداع، وأتى به كالبدر خرج من تحت الشعاع:
نبَّهته ودواعي الأنس داعيةٌ ... إلى الطِّلا وبشير الصُّبح قد هتفا
فقام من نومه وسْنان تحسبه ... بدراً تقطَّع عنه الغيم فانكشفا
وقال هات وخذها وانتهز فُرصاً ... فما ترى لزمانٍ ينقضي خلفا
وله:
يا غزالاً يُقلُّ مسكاً فتيقا ... في فمٍ يُخجل المدام الرَّحيقا
قد سقاك الجمال ماء نعيمٍ ... مُنبت منك في الخدود شقيقا
لا تذرني تفديك روحي وحيداً ... أشتكي غربةً تسيء الصَّديقا
أنا أسعى وفي سلاسل صدغي ... ك فؤادي فارحم أسيراً طليقا
جرحتْ مقلتاك قلبي لهذا ... درُّ دمعي قد استحال عقيقا
لو ذكرْنا لماك عند حضور الرَّا ... حِ باتت فلم تجد مستفيقا
بك أرواحنا تسرُّ وترتا ... حْ فتختارك الرَّفيق الرَّفيقا
الصَّبوحَ الصًّبوحَ قبل مشيبِ ال ... حظِّ منَّا أو الغبوق الغبوقا
نجتني زهرة الشَّباب ونلهوا ... حيث نلقى الأشواق روضاً أنيقا
بين وعد آمالنا ووعيدٍ ... منك نستنظر الكذوب الصَّدوقا
وله:
أفديه من قمرٍ أطواره شغلت ... قلبي وعقلي بتغريبٍ وتشريقِ
من السَّليم وقد أحنى حواجبه ... وطرفه بين تسديدٍ وتفويقِ
وله:
تلوح لنا بالرُّوم من كلِّ جانبٍ ... وجوهٌ تُعيد الصُّبح والليلُ حالكُ
أنظمأ في دارٍ تفيض بحورها ... وتَشْرَقُ فيها بالجمال المسالكُ
وله:
لا تغتَرِر بشبابك الغضِّ الذي ... أيَّامه قمرٌ يلوح ويأفلُ
ودع اتِّباع النَّفس عنك فإنما ... حُبُّ الجمالِ الصَّبرُ عنه أجملُ
نَعَم العيون الفاتكاتُ قواتلٌ ... لكنَّ سهام الله منها أقتلُ
وله:
مولَّهٌ بك لا تجدي وسائله ... ولا من الدَّمع جاريه وسائلهُ
عزيز صبرٍ أذلَّ الحبُّ مهجته ... وعنَّفته على الشكوى قبائلهُ
عامٌ نأى عنك فيه مكرهاً فعلى ... أسحاره أبداً تبكي أصائلهُ
والكاس مذ بنتَ عنها تشتكي ظمأً ... والرَّوض من حزنٍ جفَّت خمائلهُ
كلَّفت حملَ نواك اليوم قلب فتًى ... أرقُّ من نسمة الوادي أصائلهُ
وله:
قد زار من كنت قبل زورته ... أراه لكن بمقلة الأملِ
بتنا ضجيعين والعناق له ... ثوبٌ علينا قد زرَّ بالقبلِ
ومن رباعياته قوله:
ما مرَّ تذكُّر الكرى في بالي ... إلا دفعته راحة البلبالِ
أشفقت من الجفون لمساً يؤذي ... أقدام خيالك العزيز الغالي
مثله للبابي وفيه زيادة:
أردُّ الكرى إذ زار خفيةَ نظرةٍ ... إليه فتدمي رقةً خدَّه القاني
وأسهر خوفاً أن يمرَّ خياله ... بعيني فتؤذى أخمصاه بأجفاني
وأصله قول الوقشي:
إذا ظنَّ وكراً مقلتي طائر الكرى ... رأى هدبها فارتاع خوف الحبائلِ
ويقاربه قول الصلاح الصفدي:
أيا وحشتا في ليلِ شوقي لنوركم ... ويا فرحتا لو كان في النَّوم يطرقُ
وهيهات لو زار الخيال منعته ... مخافة أن تجري دموعي فيغرقُ
وللأمير منجك:
انظر إلى فحمٍ كأنَّ لهيبه ... لمعُ الأسنَّة في مثار القسطلِ
وكأنَّه والنَّار في أحشائهِ ... صدر الحسود ونعمة المتفضِّلِ
هذا التشبيه تناوله من قول عبد الجليل المرسي في وصف فرنٍ:
ربَّ فرنٍ رأيته يتلظَّى ... وربيعٌ مخالطي وعقيدي
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 40