نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 474
وأشْفَى لقلبٍ وأطْفَى لَهُ ... لمن بَاتَ يذكُر أطْفالَهُ
وبَشَّرتَه ببُلوغِ المُنَى ... وسكَّنْتَ بالوعدِ بَلْبالَهُ
وأصبح يخْتالُ من تِيهِه ... ويسحبُ بالفخرِ أذْيالَهُ
وهَنَّاه كلُّ صديقٍ وقَا ... ل طُوبَى له ثم طُوبَى لَهُ
فأمْرَك في مُخْلِصٍ مُضْمِرٍ ... من الوُدِّ فوق الذي قالَهُ
يَعُدُّك ذُخْراً ويخْشَى المَعادَ ... ونَشْرَ العبادِ وأهْوالَهُ
ومَن يتولَّ إمامَ الزَّمانِ ... فقد أصلَح اللهُ أعْمالَهُ
ومن يَكُ في النُّصْحِ أوْفَى له ... يُسَرُّ إذا ما رأى فَالَهُ
ومن يَغْدُ في الغَيْثِ أحْمَى له ... يحُطُّ من الوِزْرِ أحْمالَهُ
وذلك في الدِّين أقْوَى له ... يُسدِّد رأيُك أقْوالَهُ
وامَّا الذي لا يَودُّ الإمامُ ... فتَعْساً له ثم سُحْقاً لَهُ
ومَن كان في الناسِ أشْكَى له ... فلا أكثر اللهُ أفعالَهُ
ومن يتهَزَّا فأفْعَى لَهُ ... ولا قبِل اللهُ أشْكالَهُ
بَقِيتَ إمامَ الهدى والتقى ... تمُدُّ على الدِّين سِرْبالَهُ
وتشْفِي للحقِّ أوْجالَهُ ... وتُرْدِي للشِّركِ أبْطالَهُ
وجازاك ربُّك عن خَلْقِه ... وهَنَّاك مولاي أفْضالَهُ
وكتب إلى الحسين المهلا، بداره الواسطة في الطور من المحابشة، وأرسلها إلى السجعة:
يا فاضلاً أرْبَى على أقْرانِهِ ... وسمَا بمَفْخَرِه على كِيوانِهِ
ومَلِيكَ عصرٍ لا يُرامُ مَحَلُّه ... إيوانُ كسرى غار من إيوانِهِ
إن فَوَّق الأعْدَا سهامَ قِسِيِّهمْ ... أصْماهُمُ بلسانِه وسِنانِهِ
ومُجَلِّياً إمَّا جرى في حَلْبَةٍ ... قد فاز يومَ سِباقِه برِهانِهِ
سَبَّاقُ فضلٍ لا يُشَقُّ غُبارُه ... أنَّى لِمثْلي الجَرْيُ في مَيْدانِهِ
حقّاً لقد شرَّفْتني بفوائدٍ ... يلْهُو بها المشْتاقُ عن أوطانِهِ
من جَوْهرِ النَّظَّامِ بل أفْرادُه ... كالبحرِ جاد بدُرِّه وجُمانِهِ
كالروضِ في إبَّانِه والوردِ في ... نِيسانِه والعُمْرِ في رَيْعانِهِ
فالبيتُ ممَّا قُلتَه ونظمْتَه ... يزْهُو على الهَرَميْنِ في بُنْيانِهِ
أهْدَيْتَ من دُرِّ العَرُوسِ نفائِساً ... صَلُحتْ لمَلْكِ الروم تِيجانِهِ
خزَنْته سُمْرُ الطورِ إعْجاباً بهِ ... وتقلَّدْته البِيضُ في طلانِهِ
فَرفلْتُ في السِّرْبالِ من داوُدِه ... وعلمتُ حُكْمَ الصَّمتِ من لُقْمانِهِ
وروَيْتُ علم الفقهَ عن نُعْمانِهِ ... وقرأتُ حُرَّ الشِّعرِ عن حَسَّانِهِ
ورأيتُ في الحِلْم ابنَ قَيْسٍ أحْنَفاً ... وإياساً المشهورَ في إتْقانِهِ
وحقَرْتُ بطليموسَ دَارِس كُتْبِه ... ورفضْتُ رِسْطاليس في يُونانِهِ
قلَّدْتني عِقْداً نفيساً فائِقاً ... قَدْرِي الحقيرُ يجلّ عن أثْمانِهِ
وذكَرْت أخْلاقِي كبَغْلِي رَثَّةً ... في سَرْجِه وحِزامِه وعِنانِهِ
من بعد ما كان النجومُ تَغار مِن ... قِطَعِ اللُّجَيْنِ مَنوطةً بِجِرانِهِ
وعليه دِيباجُ الحريرِ مُصوَّراً ... والجُوخ يرفُل منه في ألْوانِهِ
فكذلك الدهرُ الخَؤُونُ بأهلِه ... مَن ذا نَجَا من حادثاتِ زمانِهِ
لم يُغْنِ عنها البَرُّ عن غِزْلانِهِ ... كَلاَّ ولا التَّيّارُ عن حِيتانِهِ
فعَساكَ تُعْدِيني على حِدْثانِهِ ... وتُقِصُّنِي من كَفِّه وبَنانِهِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 474