نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 475
جعل الإلهُ بكلّ يومٍ شارِقٍ ... بعظيم شَأْنِك في الورى مِن شَأْنِهِ
ولده محمد خبيرٌ بأساليب الكلام، لم يقصر في شعره عن درجة الأعلام.
وكيفما تفوه أطرى، وحيثما اقتدح أورى.
مع حسن فهم، أوتي منه أوفر سهم.
ونفسٍ تواقةٍ إلى الحسنى، وأوصافٍ تتحلى بها الكاعب الحسنا.
وقد رأيت له قصيدةً أحكم فيها الرصف، فأثبت منها ما يستغني بنفسه عن كثرة الوصف.
وكان كتب بها إلى السيد الحسن بن الإمام إسماعيل، وهو باللحية، مادحاً له، وشاكياً إليه من والده:
عُوفِيتَ من كَلَفِي وفَرْطِ عَنائي ... يا شِبْهَ خُوطِ الْبانةِ الغَنَّاءِ
أمَّا أنا فشُحوبُ جسمي شاهدٌ ... لي بالذي أُخْفِي من البُرَحاءِ
ومدامِعي تُنْبِيكَ عن صُنْع الأسَى ... من بَثِّ نُورِ هواك في أحْشائِي
فإذا امْتريْتَ فإن أيْكةَ حَاجرِي ... تدْرِي بواقعتِي مع الوَرْقاءِ
حين امْتطَتْ فَنَنَ الأراكةِ وانْبَرتْ ... في النَّوحِ تُسمِعُه على أنْحاءِ
فوقفتُ لا عيْني تُساعِدني على ... رَمْزٍ ولا كفٌّ على إيماءِ
حَيْرانَ مسلُوبَ الجَنانِ مُقَرَّحَ الْ ... أَجْفانِ نِضْوَ هوىً وحِلْفَ بُكاءِ
وعلى غِياضِ الوادييْن بلابلٌ ... عرفتْ لفَرْطِ ذكائها أنْبائِي
كَلَفٌ به فَطِنَ الحمامُ فجائزٌ ... أن يُمْتَرى فيه لدَى العُقلاءِ
أعَقِيلةَ الحيِّ الغيورِ هُمامُه ... ما بالُ قومِك أذَّنوا بتَناءِ
نزلوا على نَشْرِ العَقِيقِ وإنّما ... كرِهُوا لأجْلِي سَرْحة الرَّوْحاء
بَخِلُوا بوجهِك أن أراه يُقْظةً ... فلْيَمْنعوني الطّيْف في الإغْفاءِ
أنَّى يُلِمُّ بنا الخيالُ ودوننا ... رَصَدٌ عليه لقومِها الغبراءِ
يا راكباً شَدَنِيَّةً مِذْعانةً ... خَرْقاءَ تخْرِق مِطْرفَ البَيْداءِ
مَوَّارةً تغْشَى الهواجِرَ جَسْرةً ... تُخْفِي الجوى وتُغِذُّ في الإعياءِ
أقْرِرْ بها عينَ النَّباهة ضارباً ... بخِفافها في أخْدَع البَطْحاءِ
وادفعْ بها في صدرِ كلِّ تنُوفةٍ ... غُفْلٍ عن الأعلامِ والخضْراءِ
فإذا عَبرتَ عن اللّحيّة ضَحْوةً ... وشمَمْتَ رَوْحَ مُروءةٍ وسَخاءِ
ورأيتَ أنْوارَ الإمامةِ من ذُرَا ... ملِكِ الزمانِ وخاتمِ الكرماءِ
فانزلْ بأبْلَجَ من ذُؤابةِ هاشمٍ ... كاسٍ مَلِيءِ محامدٍ وثَناءِ
والْثَمْ يَداً فيها بحورٌ خمسةٌ ... أغْنَتْ مَواقِعُها عن الأنْواءِ
فهناك سِرٌّ للنُّبُوةِ مُضْمَرٌ ... حامتْ عليه خواطرُ العُلماءِ
شرفَ الهدى يهَنْيك أنك سابقٌ ... فَرْدٌ عن الأشْباهِ والنُّظَراءِ
ما زلتَ في دَرَجِ المحامدِ راقياً ... مُتوقِّل الهَضَباتِ في العَلْياءِ
بالأمسِ في الأُمَرَا وأنت اليومَ في ال ... علما وأنتَ غداً من الخُلَفاءِ
أشكُو إليك أبِي وذاك أخُو التقى ... لكنه غَمٌّ على الأبْناءِ
وخَصاصةً بجوانِحي من كَرْبِها ... ما لم تسَعْه جوانحُ الدَّهْناءِ
وصروفَ أيامٍ أقَمْنَ قِيامتِي ... بنوَى الخَلِيطِ وفُرقةِ القُرَناءِ
وجفاءَ مَوْلىً كنتُ أحسَب أنَّه ... عَوْنِي على السَّراءِ والضَّراءِ
ثَبْتُ العزيمةِ في العُقوقِ ووُدُّه ... مُتنقِّلٌ كتنقُّلِ الأفْياءِ
يُقْفِي المَسرَّة فَرْحةً ويُسِرُّ في ... ذَيْلِ المَبرَّةِ منه غَوْلَ جَفاءِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 475