responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 476
وخُلاصَةُ الأخبارِ عنه أنه ... مُتلَوِّنٌ كتلَوُّنِ الحِرْباءِ
أخْدمْتُه نفْسِي النفيسةَ باذلاً ... نُصْحِي له في شِدةٍ ورخاءِ
وكتبتُ عنه رسائلاً شهِد الورى ... بمَكانِ شِدَّتها على الأعداءِ
ومدحْتُه بقصائدٍ زادتْ بها ... عَلْياه حُسْن صَباحةٍ وبَهاءِ
ولو انَّها في الدهرِ سالمَ أهْلَهُ ... مِن حَرْبِه وحَنَا على الفُضَلاءِ
وإلى أبي وله السَّلامَةُ يلْتقِي ... سَوْقُ العِتابِ فمنه أصلُ بَلائِي
مال الزمانُ عليَّ حتى زادنِي ... بجَفائِه غَمّاً على غَمَّائِي
لو كان سائِليَ الصَّغارَ وقاصدِي ... بالخَسْفِ غيرَ أبي رأيت إبائِي
لكنَّه وله الكرامةُ مَن أتَى ... نَصُّ النَّبيِّ بحقِّه والآئِي
فلأَصْبِرنَّ ولا أقُول له قِلىً ... قَدْكَ اتَّئِبْ أرْبَيْتَ في الغُلواءِ
هذا وحاصلُ ما أُكابِدُ أنني ... قد ذُبْتُ غيرَ حُشاشةٍ وذَماءِ
ولقد وَهَى جَلَدِي وعِيلَ تصبُّرِي ... ما بين حَرِّ هَوىً وحَرِّ هواءِ
هل عَطْفةٌ أو لَفْتةٌ حَسنِيَّةٌ ... تُورِي زِنَادَ مَسَّرتِي ورُوائِي
وتُحِلُّني في عَقْوةٍ مَلكيَّةٍ ... منها أحُلُّ مَراتبَ الخُلَصاءِ
فأجابه والده بقوله، مع تمثله بقول المتنبي، وغيره من الشعراء:
جاءتْ تمِيسُ كغادةٍ حسناءِ ... تخْتالُ بين غَلائلٍ وحُلاءِ
منظومةً قد كُلِّلتْ بجواهرٍ ... تُزْرِي بحُسْنِ كواكِب الجَوْزاءِ
فَضَّ الغلامُ خِتامَها فتنفَّستْ ... كتنفُّسِ الأزهارِ غِبَّ سَماءِ
فكأنها من رِقَّةٍ وطَلاوةٍ ... تِمثالُ نُورٍ في أدِيمِ هَواءِ
وكأنها لِعُذوبةٍ في لَفْظِها ... يُضْطَرُّ سامعُها إلى الإصْغاءِ
شهدتْ لِمُنْشِئِها بحُسْنِ تصرُّفٍ ... في الوصفِ والتَّشْبيبِ والإِنْشاءِ
للهِ دَرُّك يا محمدُ من فتىً ... أرْبَى على النُّجَباءِ والأُدَباءِ
فَلأنتَ سَحْبانُ البلاغةِ ناثراً ... ولأنتَ في الشعرا حَبِيبُ الطَّائِي
وإليك سِتَّةَ أذْرُعٍ مجموعُها ... جِيمٌ وواوٌ مُعْقَبانِ بِخاءِ
وجوابَ والدِك الشَّفيقِ كما ترى ... مُتمثِّلاً برقائقِ الشُّعراءِ
أعْزِرْ عليَّ بفُرْقةِ القُرباءِ ... وتَعَتُّبِ الأبْنا على الآباءِ
فتفرُّقُ البُعَداءِ بعد مَودَّةٍ ... صعبٌ فكيف تفرُّقُ القُرَباءِ
أمَّا أنا فأقولُ حاشَا للعُلَى ... ما حُلْتُ عن أُكْرومَتِي ووَفائِي
ومَوَدَّةٍ أخْلصْتُها لك طَاقتِي ... في موضعِ الإِخلاصِ من سَوْدائِي
فلقد كوَى كَبِدِي الجوَى وجوانِحي ... واغْتالَ حُسْنَ عَزائمي وعَزائِي
وسلبْتني ثوبَ التحمُّلِ والأسَى ... وكسَوْتنِي ثوبَيْ أسىً وعَناءِ
كم زَفْرةٍ ضَعُفتْ فصارتْ أنَّةً ... تمَّمْتُها بتنفُّسِ الصُّعَداءِ
وجرى الزمانُ على عوائدِ كَيْدِهِ ... من قلبِ آمالِي وعكْسِ رَجائِي
قُلْ للبَخِيلةِ إنَّ وجهكِ جَنَّةٌ ... يا مَنْ رأَى الجنَّاتِ للبُخَلاءِ
طلع البشيرُ بأطْيبِ الأنْباءِ ... بُشْرايَ إن العامَ عامُ لِقاءِ
وَعَدَتْ سعادُ بأن تزورَك فارْتقِبْ ... بُعْدَ السُّعاةِ وغَيْبةَ الرُّقَباءِ
إن صحَّ ذاك ومَن بذاك فقد غدتْ ... رُؤْيايَ حَقّاً واستُجِيبَ دُعائِي
ماذا عليك إذا اكتسبْتَ مَبَرَّةً ... تُجْزَى بها في الخُلْدِ خيرَ جَزاءِ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست