نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 477
ورَحِمْتَ ضَعْفَ جوارحي وقُوائِي ... فحملتَ بعضَ الثُّقْلِ مِن أعْبائِي
ووَصلْتنِي ممَّا لديْك ببَدْرةٍ ... مَعْدودةٍ من فِضَّةٍ بَيْضاءِ
إن الأبَرَّ من البَنينَ يواصلُ الْ ... إحسانَ مُغتنِماً جَزِيلَ ثناءِ
واسمعْ للقول ابن الحُسَين ويا لَه ... مِن شاعرٍ أرْبَى على الحكماءِ
لأَبٌ قَطوعٌ جَافِيٌ مُتجهِّمٌ ... أحْنَى إذاً من واصلِ الأبْناءِ
وله من قصيدة، مستهلها:
لولا اشْتياقي حبيباً قَطُّ ما قَرُبَا ... لم أُلْفَ صَبّاً ضئيلَ الجسمِ مُكتئِبَا
ولا شَجَتْني حمامُ الدَّوْح ساجعةً ... وهيَّجتْ لِيَ أرْواحُ الصَّبا طَرَبَا
ولا أرِقْتُ لبَرْقٍ لاح مُبتسِماً ... يحْدُو ليَ الجِزْعَ سُحْباً بَات مُنْتحِبَا
ولا رضيتُ سؤالَ الظُّعْنِ لِي خلفاً ... دون الشرِيفيْن أعني العلمَ والأدَبَا
ولا سنَنْتَ وُقوفَ الصَّحْب في طَلَل ... ما كن يطمع قلبي فيه أن يَجِبَا
فاعذُرْ عَذُولِي ولا تُنْكرْ ضَنَى جسَدِي ... وخَلِّ لَوْمي وحَمْلِي في الهوى التَّعَبَا
ماذا أغاظك من شَجْوِي ومن قَلَقِي ... ومن نُحولِي ورَعْيي في الدُّجَى الشُهُبَا
إن العذاب لَعَذْبٌ في الغرام وما ... غدا لِيَ الصَّابُ إلا في الهوَى ضَرَبَا
في ذِمَّةِ اللهِ عينٌ ظَلَّ مَدْمَعُها ... وخاطِرٌ راح في حُبِّ الحِسانِ هَبَا
ما بين جَفْنِي وبين النومِ فاصِلةٌ ... لم تُبْقِ للطيْفِ في أجْزَا الكَرَى سَبَبَا
تاللهِ ما عَنَّ ذِكْر السفْحِ من إضَمٍ ... إلا ركبتُ من الأشواقِ ما صَعُبَا
يا رَبْعَ سَلْمَى سلِمتَ المَحْلَ ما سلِمتْ ... ولا عَداك من الأنْواءِ ما عَذُبَا
ما بالُ مَمْنوعِ حُزْنِي فيه مُنْصرِفاً ... وما لمخْفوضِ عَيْشِي فيك مُنْتصِبَا
إن لم يُفِدْ ماءُ عيني فيك مُطَّرِداً ... فالقلبُ ما زال إلاَّ عنك مُنْقلِبَا
سَقْياً لأوْقاتك اللاتِي قَضيْتُ بها ... من الحبيبِ ومن شَرْخِ الصِّبا الأرَبَا
أيامَ لا كاشحٌ تُخْشَى غَوائلُه ... ولا عَذولٌ نُدارِيه إذا عَتَبَا
وأهْيفِ القَدِّ عَبْلِ الرِّدْفِ مُقْتَبِلٍ ... ما ماسَ إلاَّ ذكرتُ الْبانَ والكُثُبَا
يجُول ماءُ الصِّبا في صَحْنِ وَجْنتِه ... ويسْتحيلُ إذا حدَّثْتَه لَهَبَا
حُلْوِ الفُكاهةِ إلاَّ أن مَطْعَمَه ... مُرٌّ إذا ما ثَنَى أعْطافَه غَضَبَا
أدْنُو ويُبْعِدُه دَلُّ الشبابِ جَفا ... فكُلّما قلتُ قد جَدَّ الهوى لَعِبَا
كم صِحْتُ من طَرْفِه الفَتاك وَاحَرَابي ... لو كان ينْفع قولُ الصَّبِّ وَاحَرَبَا
قد صَدَّني عن نَسِيبٍ فيه أنْظِمُه ... مَديِحُ مَن طاب في هذا الورى نَسَبَا
الحسين بن علي الوادي هو في الفضل صاحب مزايا بوادي، وأما في الأدب فإن شئت عده من عذبات وادي.
يجاذبه نسيم اللطف من هنا وهنا، وإذا ساقط فلا يساقط إلا رطباً جنى.
وقد أثبت من شعره ما يحرك العذب، ولم يسمعه صبٌّ إلا وإليه انجذب.
فمنه قوله:
نسيمَ الصَّبا في سُوحِنَا يتبخْتَرُ ... لك اللهُ ما هذا الأرِيجُ المُعَنْبَرُ
أأنت رسولٌ يا نسيمَ الصَّبا وعن ... حُلولِ الحِمَى أم أنت عنهم مُبَشِّرُ
فهمتُ الذي أودَعْته غيرَ أنني ... أُحِبُّ حديثاً منهمُ يتكرَّرُ
لِما ألِفَتْه النفسُ منهم وعُوِّدتْ ... وإلاّ فعِلْمُ الغَيْبِ لا يُتقدَّرُ
فكَرِّرْ على سَمْعِي أحاديثَ ذِكْرِهمْ ... عسى تَنْطفِي نارٌ بقلبي تسَعَّرُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 477