نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 478
همُ اسْتَصحبُوك السِرَّ بيني وبينهم ... لأنك أبْدَى بالجميلِ وأبْدَرُ
ومِثْلِي هداك اللهُ يا سارِيَ الصَّبَا ... يُسِرُّك والمعروفُ أجْدَى وأجْدَرُ
وأبْلجَ أمَّا الخدُّ منه فأحمرٌ ... وأمَّا قَوامُ القَدِّ منه فأسْمَرُ
وأمَّا ثَنايا ثَغْرِه حين يُجْتلَى ... فكأسُ جُمانٍ فيه خمرٌ وكَوْثَرُ
يُغازِلُ عن عَيْنَيْ مَهاةٍ وشَادِنٍ ... يُلاحِظُنا منها سِهامٌ وأبْتَرُ
هي البِيضٌ إلاَّ أنها حَنْدَسِيَّةٌ ... هي النَّبْلُ إلاّ أنها تتكسَّرُ
هي السِّحرُ إلاَّ أن فيها خَصائصاً ... بها عالِمُ السِّحر الصِّناعِيّ يُسْحَرُ
وفي خدِّه خالٌ يقولون إنه ... بِلالٌ له في جامعِ الحُسْنِ مِنْبَرُ
بلَى ذلك الخالُ الصَّرِيحُ إشارةٌ ... عديمةُ مِثْلٍ لا بِلالٌ وعَنْبَرُ
شكوتُ له من فَتْرةٍ في جُفونِه ... لِشِدَّةِ ما ألْقَى بها حين تفْتُرُ
وما أنا فيه من هوىً وصَبابةٍ ... تبِيتُ بها الأحشاءُ تُطْوَى وتُنْشَرُ
فأفْصَح عن لفظٍ توهَّمْتُ أنه ... جُمانٌ من الثّغْرِ الجُمانِيِّ يَبْهَرُ
وقال نعم هذا لعَيْنِيَ مَذهبٌ ... وفِتْنةُ نفسِ المرءِ شيءٌ مُقدَّرُ
برُوحِيَ أفْدِي جائِرَ اللّفظِ قَدُّه ... تحقّق فينا عَدلُه حين يخْطِرُ
ألا إن عَدْلَ القَدِّ أكبرُ شاهدٍ ... عليك بجَوْرِ الحُكمِ واللهُ أكبرُ
ورِقّةَ هذا الجسمِ منك بأنّني ... رقيقُ هوىً والشيءُ بالشّيء يُذْكَرُ
فللهِ أزمانٌ تواصَل يومُها ... بلَيْلتها والعمرُ كالعَيْشِ أخضرُ
وليلٌ عهِدناهُ وإن كان أسوداً ... كشَعرِ الصِّبا يشكُو سَواداً فيُشْكَرُ
وأحبابُ قلبٍ لي إلاّ همُ المُنَى ... صَفاءُ ودادِي فيهمُ لا يُكَّدرُ
دلائلُ عِشْقِي في هواهم صريحةٌ ... ومعرفتي في حُبِّهم ليس تُنْكَرُ
ربِحْتُ هَواهمْ في زمانِ شَبِيبتي ... وشِبْتُ فلن أرْضَى بأنِّيَ أخْسَرُ
فلا تُنْكرِوا أن أرْسَلَ الجَفْنُ دَمْعَه ... وقد جاء في رأسي من الشّيْبِ مُنْذِرُ
ويعقوبُ أحْزانِي ويوسُف فِتْنتِي ... وصالحُ أعمالِي عَسانِيَ أُوجَرُ
خليليَّ عَهْدُ اللهِ إن جُزْتُما الحِمَى ... وعاينْتُما قلبي ببَيْداه يَجْأرُ
فدُلاّ عليه جِيرةَ الحَيِّ واذْكُرَا ... لهم من حديث الصَّبِّ ما يتيسَّرُ
عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالي مشعشع سلافٍ في دنان، وواصف جؤذر وغصنٍ فينان.
بألفاظٍ ملؤها تطرية، ومعانٍ كلها عن الحسن تورية.
إلى طبعٍ يفيض فيه الغمام، وشعر كما بدت الزهرة من الأكمام.
فدونك منه ما هو أشهى من ثغرٍ مبتسم، وأبهى من خطٍ في صفحة خدٍ مرتسم.
فمنه قوله:
عن سُعادٍ وحاجِرٍ حَدِّثانِي ... ودَعانِي من المَلامِ دَعانِي
واذْكُرَا بُرْهةً من الدهرِ مَرَّتْ ... كنتُ أُدْعَى فيها صَرِيعَ الغَوانِي
أنا لا أكْتفي بنَأْيِ رِئامٍ ... والرُّبوع الرِّحاب من نَعمْانِ
قد سقَتْنِي بكأسِها من مُدامٍ ... هيَّم القلبَ لَوْنُها الأُرْجُوانِي
عُتِّقتْ في الدِّنان من عهد كِسْرَى ... فهيْ تُنْمَى إلى أنُوشِرْوانِ
بَهرتْ في الصِّفاتِ حَمْراءَ صَفْرا ... ءَ سُرورَ القلوبِ والأبْدانِ
يا عَذُولِي ولستُ للعَذْلِ أُصْغِي ... غيرَ قلبي يهُمُّ بالسُّلْوانِ
ولَوَ انِّي رُزِقْتُ حَظّاً لما صِرْ ... تُ أُعانِي من الهوى ما أُعانِي
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 478