نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 481
وقد وقفت له على نبوية، فقلت هذه علية علوية.
وها هي كالخود تلوح، ومن أردانها مسك دارين يفوح:
مُتَيَّمٌ إن سرتْ رِيحُ الشَّآمِ صَبَا ... ومُسْتَهامٌ إذا مَرَّتْ عليه صَبَا
وذُو شُجُونٍ وما غنَّتْ مُطوَّقَةٌ ... تبْكِي على الإلْفِ إلا دمعُه سَكَبَا
يبكِي ويندُب لو فَيَّاضُ أدْمُعِه ... من جُودِه جاد يوماً طَوْقَها سُلِبَا
وإن تذكَّر أيَّاماً له سلَفتْ ... مع الأحِبَّةِ في أوطانِهم جُذِبَا
روَى الرَّبيعُ مَغانِيهم ومَرْبَعَهم ... وعمَّم الغَيْثُ منها السَّهْلَ والجَدَبَا
وأزْهَرَ الروضُ منها والحَمامُ غَدَتْ ... مُغَرِّداتٍ عليه تمْتَطي العَذَبَا
وكلَّما رامَ يبْغِي نَحْوَهم طُرُقاً ... يعْمَى السبيلُ عليه أيْنَما ذَهَبَا
سُبْحان من نفَذتْ فينا مَشِيئَتُه ... فما يُسَهِّلْ له يَسْهُلْ وما صَعُبَا
ما زلتُ أقْرعُ أبوابَ الرَّجا ورَجَا ... نفسِي تفوزُ بجُودٍ شامِلٍ وحِبَا
وعمَّنِي اللهُ بالإحسانِ مَرْحمةً ... فضْلاً من اللهِ لا فَرْضاً ولا سَبَبَا
وإن تغلَّقتِ الأبوابُ عن أمَلِي ... قصَدتُ جاهَ الذي فاقَ الورَى رُتَبَا
فهْو الذي ملأَ الأكْوانَ أجْمَعَها ... نُوراً وفتَّح فينا الشَّخْصَ والحِقَبَا
يا مَن عَلاَ فوق مَتْنٍ للبُراقِ ويا ... خيرَ الخلائقِ قاصِيهمْ ومَن قَرُبَا
منها:
وكم مَعاجِزَ لا تُحْصَى بُعِثْتَ بها ... عنها نُجُومُ المَعالِي ضُمِّنَتْ كُتُبَا
يا سيِّدَ الخلقِ يا مِفْتاحَ يومِ غَدٍ ... تُولِي الشَّفاعةَ يومَ الحشْرِ إذ صَعُبَا
أنت الذي يوم بَعْثِ الخَلْقِ شافِعُنا ... سَبْقاً إذْ أُلْزِمُوا رَهَبَا
عبد القادر بن محمد بن الحسين الذماري الهراني فردٌ في سرعة البادرة، وحيد في جودة النادرة.
يطرب بكلماته، ولا طرب الموسيقى بنغماته.
ويسحر بألفاظه، ولا سحر الرشأ الأغن بألحاظه.
وقد ذكرت له ما هو أرق من ماء البارق، وألطف من طيف الحبيب الطارق.
فمنه ما كتبه لبعض الأئمة، وهو قوله:
يا حبَّذا الليلةُ مرَّتْ لَنا ... في هَجْرَةِ الشُّمِّ بني عُقْبَهْ
رَعْياً لها من بلدةٍ ما لها ... مِثلٌ لها في هذه الغُرْبَهْ
وحَبَّذَا الأدِيمُ من بلدةٍ ... صحيحةِ الأهْواءِ والتُّرْبَهْ
وَاهاً لها واهاً لها إنَّها ... من جَنَّةِ الخُلْد لها نِسْبَهْ
قُصورُها حُفَّتْ بجَنَّاتِها ... تجْرِي بها أنهارُها العَذْبَهْ
وجَوُّها مُنْخَرِقٌ واسعٌ ... للقلبِ في السُّكْنَى بها رَغْبَهْ
طابتْ بها أنفُسُنا فانْجَلتْ ... عنها غَمامُ الغَمِّ والكُرْبَهْ
خَيَّم فيها عُصْبَةٌ دَأْبُهم ... أن يُكْرِموا الأضْياف في الغُرْبَهْ
سَقى فرَوَّى صَيِّبٌ هاطِلٌ ... مِن الْحَيا أفْياءَها الرَّحْبَهْ
فيا أميرَ المؤمنين الذي ... له سَمَتْ فوق السُّها الرُّتْبَهْ
إِيذَنْ لنا باللُّبْثِ يوميْن في ... أوطانِهم أيَّتُها العُصْبَهْ
وابْسُطْ لنا العُذْرَ وإن لم يكنْ ... فِراقُكم من مُقتضَى الصُّحْبَهْ
لا زال مَلْكُ العصرِ في نعمةٍ ... ولا رأَى في دَهْرِه نَكْبَهْ
سلامٌ ساطعٌ نوره، متضاحك نوره.
أعذب من بارد سلسل الأنهار، وأطيب من رشف سلاف أفواه الأبكار.
وأعبق من شميم الزهور الندية، وألذ من تقبيل خدود الخرائد الوردية.
ورحمة الله المنفجرة عيونها، المثمرة شئونها.
وبركاته الواسعة الأفياء، الكافلة ببلوغ المنى على مولانا أمير المؤمنين، الهادي إلى الحق المبين.
أما بعد؛ فإنا لما سرنا من المخيم المنصور، والمقام المحجوج المزور.
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 481