responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 482
وصلنا إلى هجرةٍ لا يحيط بوصفها المقال، ولا يبلغ إلى كنهها تصور الخيال.
جمعت غرائب العجائب وعجائب الغرائب، وأبعدت عن المساوىء والشوائب، وحميت عن سطوات المحن والنوائب.
رياضها مفترة، وغياضها مخضرة.
وأنهارها متدفقة، وأحوالها منتظمةٌ متسقة.
طيبة المثوى والمستقر، أنيقة المرأى والمنظر.
فهي تنشد بلسان حالها مطربة، متبجحة ببديع مقالها معجبة:
أنا خيرُ الأرضِ مالِي ... شِعْبُ بَوَّانٍ يُدَانِي
لا ولا الغُوطَةُ مثلِي ... أنا من بعضِ الجِنَانِ
فعُيوني جارياتٌ ... كلَّ حِينٍ وأوانِ
وقُطوفِي دانِياتٌ ... يجْتنيها كلَّ جَانِ
جانِبي أضحى مَنِيعاً ... فحُلولِي في أمانِ
كلُّ مَن حَلَّ برَبْعِي ... فلقد نال الأمانِي
نعم، وحين كانت هذه نعوتها أتحفنا المقام النبوي الإمامي بشرح شيءٍ من تلك الصفات، وذكر طرفٍ من هاتيك السمات.
لما نعرفه من تطلعه أبقاه الله تعالى إلى مثل ذلك، وإن لم نستطع استقصاء ما هنالك.
والمأمول من طوله أيده الله تعالى القبول والاحتمال، وستر ما يقف عليه من الاختلال.
تفضلاً، وتكرماً وتطولا.
وكتب إليه أيضاً، من شعره، قوله:
يا أيُّها المولَى الذي شَأْوُه ... في المجدِ أسْمَى من مَدارِ الفَلَكْ
أنت الذي مَن يمتثِلْ أمره ... يُهْدَى ومَن لم يمتثلْهُ هَلَكْ
فأغِثْنِي إنِّي مُقِلُّ فقد ... أعْطاك مَن للأمر ذا أهْلَكْ
وأوْفنِي منك الذي أرْتجِي ... فإنّ ما جَمّلنِي جَمْلَكْ
واقْضِ دُيونِي يا مَلاذِي وقُلْ ... أبْشِرْ سنقضِي عنك ما أثْقَلكْ
ولا تَدَعْنِي مُعْدِماً مُقْتِراً ... وقُلْ سنُعْلِي في الورَى مَنْزِلَكْ
وإن يكُنْ ذاك ولي لائقٌ ... أولا فإنّ الأمْرَ والرَّأْيَ لَكْ
السيد محمد بن عبد القادر المقاطعجي أحد من نطق فسحر، ورقت شمائله فكانت صباً تنفست في سحر.
تجتلي به العيش في رغده، وتنتشي وأنت في يومه إذا وعدك بزورةٍ في غده.
وله أدبٌ أنضر من الروض في شباب الزمان، وشعرٌ ألذ من مغالطة الساقي عند الندمان.
فمنه قوله:
أحْوَى حَوى الرِّقَّ منِّي ثَغْرُه الشّنِبُ ... ومَبْسَمٌ لاح في جِرْيالهِ الْحَبَبُ
حُلْوُ التَثنِّي إذا رِيحُ الصَّبا عطَفتْ ... مَعاطِفَ القَدِّ منه تخجَلُ القُضُبُ
مُهَفْهَفُ القَدِّ مَيَّاسُ القَوامِ إذا ... ما اهْتزّ كالغُصْنِ لِيناً هَزَّني الطَّرَبُ
دَمِي مُباحٌ لِسَيْفٍ من لَواحِظِه ... إن كان غيرُ هَواهُ للحَشَا أرَبُ
منها:
لا تعذِلُوني إذا ما هِمْتُ من شَغَفٍ ... بِمَن سَبانِيَ منكُم أيُّها العَرَبُ
قد بان عُذْرُ غرامِي في محبّتِه ... عَذْل العَذُولِ وشأْني في الهوى عَجَبُ
حيدر بن محمد الرومي من شعراء العصر المتنوعين في الملاحة والملح، فإذا تأملت رأيت العالم على لطف خلقه وخلقه اصطلح.
له طبعٌ كما حدثت عن العيش الأخضر، وودٍ كما تذكرت النعيم الأبيض الأخضر.
إلى خطٍ كخطوط الغوالي في خدود الغواني، واشهى من تذكر الليالي الخوالي في الأيام الدواني.
وشعرٍ كما زان الصّحابة حَيْدر ... إذا كان شِعْر الشَّاعِرِين مُعاويهْ
فمنه قوله في الزنبق:
وزَنْبَقٍ مُجْلَسٍ بين النُّدامِى ... كشيخٍ حاز لُطْفاً في وَقارِ
يُرِيك إذا تلاَ إنَّا فَتحْنَا ... عَمودَ الفَجْرِ في ضَوءِ النَّهارِ
وقوله:
أمُعَلِّمَ الأزْهارِ إن خُدودَ مَن ... عَلَّمته مُغْنٍ عن الأزْهارِ
هَلاَّ جعلتَ القلْبَ منزلةً له ... فالقلبُ خيرُ منازلِ الأحْرارِ
وقوله، في غلام بديعٍ يدعى بتاج:
ريمٌ من اللَّحظِ ومِن قَدِّه ... يُسْبِي بسَحَّارٍ ومَيَّاسِ
لو زارني كنتُ مليكَ الورَى ... وقلتُ يا تاجُ على رَاسِي
وقوله، وعجز كل بيت معكوس كلمات صدره:

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست