responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 66
ولا خيرَ فيمن حوَّلَ البعدُ قلبه ... ولا في ودادٍ غيَّرتهُ العوامِلُ
وقفنا على الأطلالِ واللَّيلُ شائبٌ ... وأعناقنا فوق المطايا موائِلُ
ولما رآها الدَّمعُ والَّدمعُ حائرٌ ... أناخَ وحيَّا تربها وهو راجِلُ
هذا من قول أبي الطيب:
ولما رأينا رسمَ من لم يدعْ لنا ... فؤاداً لعرفانِ الرُّسومِ ولا لبَّا
نزلنا عن الأكوارِ نمشي كرامةً ... لمن بانَ عنهُ أن نامَّ به رَكبا
قال ابن بسَّام في الذَّخيرة: أول من بكى الربعة ووقف واستوقف الملك الضَّليل، حيث يقول:
قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
ثم جاء أبو الطيب فنزل، وترجَّل، ومشى في آثار الدِّيار، حيث يقول:
نزلْنا عن الأكوارِ نمشي كرامةً
البيت، وما قبله.
ثم جاء أبو العلاء المعري فلم يقنع بهذه الكرامة حتى خشع وسجد، حيث قال:
تحيةُ كِسرى في الملوكِ وتُبَّعٍ ... لربعِك لا أرضى تحيةَ أربُعِ
وليس بنا حبُّ الدِّيارِ وإنَّما ... لنا بها والسُّكانِ شغلٌ وشاغلُ
هذا من قول الآخر:
أحبُّ الحِمى من أجلِ من سكنَ الحِمى ... ومن أجل أهليها تحبُّ المنازِلُ
وقوله:
وما حبُّ الدِّيارِ شغفنَ قلبي ... ولكن حبُّ من سكنَ الدِّيارا
خلِقنا وحفظُ الودِّ منا سجيَّةٌ ... وحسنُ الوفا طبعٌ ونعمَ الشَّمائلُ
ونفغرُ عوراءَ الحسودِ وإن جنَى ... ونعلم أنَّ الخصمَ ما شاءَ قائِلُ
يعيِّرني قومٌ بقومي ومحْتِدِي ... كما عِيبَ بالعضبِ الصَّقيلِ الحمائلُ
أجلْ حسدونِي حيثُ فضِّلتُ دونهمْ ... وكم حُسِدتْ في النَّاسِ قبلي الأفاضلُ
وما الفخْر بالأجسامِ والمالِ والعُلى ... ولكن بأنواعِ الكمالِ التَّفاضُلُ
ومن يكُ أعمى القلبِ يلزم بقولِه ... كما يحذرُ الأعمى العصا إذ يقاتِلُ
وما يصنع الإنسانُ يوماً بنورهِ ... إذا عادلتْ فيه النُّجوم الجنادِلُ
وفيمَ نضيعُ العمرَ في غيرِ طائلٍ ... إذا ما استوى في النَّاسِ قسٌّ وباقلُ
وأصعبُ ما حاولتَ تثقيفُ أعوجٍ ... وأثقلُ شيءٍ جاهلٌ متعاقلُ
إذا جاءَ نقَّادُ الرِّجالِ من الوغى ... تميَّز عن أهلِ الكمالِ الأراذلُ
عنيتُ الوزير ابن الوزيرِ الذي به ... تذلُّ وتعنو للشَّعوبِ القبائلُ
جوادٌ إذا استوهبْتهُ السَّيفَ في الوغى ... وأنت له خصمٌ فإنَّك نائل
هذا من قول أبي الطيب المتنبي:
كريمٌ متى استوهِبْتَ ما أنت راكبٌ ... وقد لقحَتْ حربٌ فإنَّك نازلُ
وأصله خبرٌ عن حاتم الطائي، أنه بارز عامر بن الطفيل، وقد رمح عامراً، فخافه، فقال له: لأُبخِّلَّنكَ.
قال: بماذا؟ قال: ادفع إليَّ رمحك أقاتلك به.
فرمى إليه برمحه، ورجع مولِّياً. وقال بشار ما ينظر إلى هذا المعنى:
لو كانَ لي سيفٌ غداةَ الوغى ... طبتُ بهِ نفساً لأعدائِي
وأحسن ما قيل فيه قول البحتري:
ماضٍ على عزمِه في الجودِ لو وهب الشَّ ... بابَ يوم لقاءِ البيضِ ما ندِما
أبو إسحاق الغزِّي:
متيَّمٌ بالذي لو قالَ سائِلهُ ... هبْ لي جميعَ كرَى عينيكَ لم ينمِ
إليه مصيرُ الأمجدينِ وإنَّما ... تصبُّ إلى البحرِ المحيطِ الجداولُ
وهذا أيضاً من قول أبي الطيب:
أرى كلَّ ذي مُلكٍ إليك مصيرُهُ ... كأنَّك بحرٌ والملوكُ جداولُ
وهو أخذه من قول ابن المعتز:
ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لعزِّهِ ... قَسراً وفاضَ على الجداولِ بحرُهُ
ويهتزُّ قلبُ الأرضِ خوفاً إذا مشى ... فتحسبُ أنَّ الرُّعب فيه زلازِلُ
له نعمٌ تُفتِي المديح وهمَّةٌ ... لها كلُّ قدرٍ شامخٍ متضائِلُ
يُيَممهُ الجبَّارُ والكبرُ بُرده ... فتلقاه في أعتابه وهو راجلُ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست