responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 67
أتى مُشركي قصرٍ وكانوا جراءةً ... يظنُّون أن الحصنَ للقوم حائلُ
وسارَ بجيشٍ آصفيٍّ عرمرمٍ ... هو البدرُ فيهم والنجومُ الجحافلُ
فما وجدوا إلا الأمانَ وسيلةً ... إلى عفوِ من تخشى علاه الوسائلُ
ولا ملجأ من سيفه غيرُ سيفه ... وكلُّ نصيرٍ غيره فهوَ خاذلُ
فجاد عليهمْ بالنُّفوسِ تفضُّلاً ... وعفواً ولم يخط العَطا منه سائلُ
وعاد بتأييدٍ وعزٍّ ودولةٍ ... لها فوق فرقِ الفرقدين منازلُ
يموج به البحرُ الخضمُّ تفاخراً ... وتحسدُ أعلامَ الجواري الرَّواحلُ
أفصَّ ختامِ المُلكِ والخاتمُ الذي ... أتانا بما لم تستطعهُ الأوائلُ
فلو كان بدراً لم يلحْ قطُّ كوكبٌ ... ولو كان بحراً لم يحدِّدهُ ساحلُ
إليكَ عقوداً يكسفُ الشَّمسَ نورها ... وتخجلُ بدرَ الأفقِ والبدر كاملُ
أتتك تجرُّ الذيلَ تيهاً ورفعةً ... بأنك ممدوحٌ وأني قائلُ
وهاتيك أبياتٌ لها فتفطَّرت ... وأنت لها بالبرِّ والجودِ واصلُ
وهذا معنًى حسن، وقد اختلسه من قول السيد محمد العرضي، وهو الفاتح لهذا الباب:
هابَ القريضُ مديحهُ ... فانشقَّ أنصافاً سطورهْ
وتبعه البابي، في وصف قصيدة فقال:
أوهمتها مدح السِّوى ... فتميزتْ بالغيظِ وهْما
تتمة القصيدة:
ومثلكَ من لا يظهرُ المدحُ قدرهُ ... ولكنَّ من لم يشكرِ الفضلَ جاهلُ
ألم ترَ أنَّ الروضَ يثني على الحيا ... بنشرٍ إذا ما باكرتهُ الحواملُ
فكيفَ بمن أحييته، ولسانهُ ... صقيلُ الشَّبا والجود بالحمدِ كافلُ
سأوليك مدحاً ينقضي الدهرُ دونه ... تسيرُ به رُكباننا والقوافلُ
وأصدحُ بالحمد الذي أنت أهله ... كما صدحتْ فوق الغصون البلابلُ
ألا كلُّ مجدٍ غيرُ مجدك عاطلٌ ... وكلُّ مديح لم يكن فيك عاطلُ
وله لامية عارض بها امرأ القيس، الذي انتسب إليه حسن السبك، وبشعره ترنمت ورق البلاغة، وذاك أشهر من قفا نبك.
ومطلعها:
توكل على الرحمن حقَّ التوكُّلِ
وهي طويلةٌ جداً، وقد ذكرتها في تاريخي، ولا إفادة في الإعادة.
واتفق بيني وبينه مراجعات، أقطعها جانبه الظرف، وتردت كالنسيم بين الروضتين طيبة الشميم والعرف.
اكتفيت بذكرها في التاريخ، كما وقع غليه الاختيار؛ لأنها من قسم الخبر، والتاريخ موضوعه الأخبار.
وذكرت عنده يوماً بعض الموالي ممن أكاذيبه في قلب الأماني قروح، ووعده كخلَّب برقٍ يلوح.
وكنت ممن اغتر بزخارفه، وطمع في عارفةٍ من عوارفه.
فنشد ضالةً له في ذمة مطلِه، وأنشد ما قاله في مخيلة وعد مثله:
ولا تركننَّ إلى غادةٍ ... ولو خادعتكَ بزورِ المحالِ
ففتكُ الظُّبا دون فتكِ الظِّبا ... وعهدُ الغواني كعهد الموالي
ولعمري لقد أنصف، في الذي وصف.
وحكم حكماً يشهد به العيان، وليس بعد العيان، حاجةٌ إلى البيان.
ولما ولي المدرسة المعروفة بزال باشا، وهي آخر ما وليه من المدارس. وهشت له الأماني، وتاهت به التهاني.
وظن أنه سالمته الخطوب، وجلت عن وجه رجائه القطوب. ولم يدر أن القدر عليه بالمرصد، ويد المنون تخترمه دون المقصد.
نظم قصيدةً مطلعها:
ألم ترَ أنَّ الهمَّ زال بزَالا ... وأحسنَ آمالاً لنا ومآلا
فلما رأيته لم أشك في استحكام الفال؛ وألقي في روعي الطيرة من لفظة زال. وفارقته عشيَّة يوم أردِّد الفكر، وأجدِّد في ليلتي ذلك الذكر.
حتى جفا جنبيَّ الضجعة، وجانب جفنيَّ الرقدة والهجعة. فما انشق الفجر عن حبيب الظلام، حتى أتاني مخبرٌ بأنه يعالج الحمام.
فبادرت إليه فوجدته أخذه الشرق، وهو يلفظ آخر الرمق. ونفسه الباقي، قد بلغ التراقي. ثم قضى نحبه، ولقي ربه.
فالله يستثمره عائدة الأخرى آجلاً، كما استنجزه فائدة الأولى عاجلاً.
وقد قلت أرثيه من قصيدةٍ، مطلعها:

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست