نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 74
ساجياتِ الجُفونِ لا ... تتَّخِذنَ البُكا سُتُرْ
لستُ فيكُنَّ لابِساً ... من غرامي على غِررْ
ليس مَن دمعُهُ حَياً ... مثلَ من دمعُه حَذَرْ
أينَ دمعُ الدَّلالِ من ... عَبرةِ الهمِّ والعِبرْ
غيَّرَ الكُحلُ لونَ ذا ... واستحالتْ بذا الغِيَرْ
ليسَ من قلبُهُ قسَا ... كالَّذي قلبُه انفطرْ
ليس من باتَ هاجِعاً ... مثل من نَومَه هَجَرْ
ومن الفرشِ والوَسا ... ئدِ يُسْتثبتُ الخَبَرْ
وله:
أطالتْ وقالتْ من تصبَّرَ يظفرُ ... فديتُكِ لكن مدَّةُ العمرِ تقصرُ
ففي كلِّ قُطرٍ غُربةٌ وتستُّتٌ ... وفي كلِّ عصرٍ حُرقةٌ وتحسُّرُ
يخيَّل لي في كلِّ قفراءَ أنَّما ... بها الآلُ أشراكُ الهوانِ فأُقصِرُ
أهجِّرُ منها حيثُ تستعِرُ الحصا ... وتصخبُ حِرباءُ الهجيرِ وتزفِرُ
وحتَّى إذا شمسُ الأصيلِ تقنَّعتْ ... حِداداً على فقدِ النَّهار أُشمِّرُ
فاختَبِطُ الظَّلماءَ أحسبُ أنَّها ... مسافةُ خطٍّ بالخُطى تتقصَّرُ
ولو أنَّ لي فيك التِفافَ مودَّةٍ ... لما كنتُ أطوِي في البلادِ وأنشُرُ
وله:
الأهمَّ الأهمَّ إن كانَ لا بدَّ ... فإنَّ الزَّمانَ فينا قصيرُ
لا تُضِعْ فرصةَ الحياةِ فما لل ... عمرِ حيثُ انتهى مداهُ مُعِيرُ
وله:
ألا قلْ لمن أبدى اعتذاراً وقد أبى ... زِيارتنَا والرَّيبُ في ذلك العُذرِ
عليك أمانُ الله ما دمتَ عندَنا ... من القتلِ والتَّشليحِ ثمَّ فلا أدري
وله:
إذا كان فقرُ المرءِ يُزري كمالَهُ ... فتنفِرُ منه الأصدقاءُ بلا عذرِ
فيا ضيعةَ الحُسنى ويا خيبةَ الرَّجا ... ويا موتَ زرْ إنَّ الحياةَ على خُسرِ
وله:
أسفٌ يردَّدُ بالنفسِ ... ومدامِعٌ لا تُحتبسْ
وصبابةٌ من وقدِها ... نارُ الجوانِحِ تُقتبسْ
شوقاً إلى من بعدُهمْ ... لم يبقِ لي إلا نفسْ
وشتاتُ شملِي عنهمُ ... قد سلَّ روحي واختلسْ
صبراً لدهرٍ ما ابتسمْ ... تُ تجلُّداً إلا عبسْ
وله، ويخرج منه اسم إبراهيم بطريق التعمية:
إنَّ رقيباً صدَّ من نعشقهُ ... عنَّا وآذانا بلا تحاشِي
راحَ بِلا عاقبةٍ محمودةٍ ... إذ حال بين الماءِ والعِطاشِ
وله:
تولَّى زمانِي بالتَّلاعبِ وانقضى ... وحبل شبابي بالمشيبِ تنقَّضا
أُراقِبُ لمحاً من سهيلِ مطالبي ... وأرصدُ برقاً من أمانيَّ أومَضَا
يخيَّلُ لي أنَّ الدُّجى وجهُ باخِلٍ ... وكفَّ الثُّريَّا للسُّؤالِ تعرَّضا
فآنفُ من نيلِ الغِنى بمذلَّةٍ ... وألوي عِنانَ القصدِ عنه مفوِّضا
وأعيَ طِلابي من زمانيَ صاحِباً ... يكون لحالي بالوفاءِ منهِّضا
فأيْقنتُ أنَّ الخلَّ أفقدُ ثالثٍ ... مع الغولِ والعنقاءِ في قولِ من مضى
وقد صحَّ عندي أنَّما الخلُّ خلَّةٌ ... أرومُ لها سدَّ الكفافِ مع الرِضا
إذا قطع الإنسانُ أطماعَ نفسِه ... من النَّاس كان اليأسُ أهنا معوِّضا
هناك يكونُ المرءُ بالله مقبِلاً ... على شأنِه ما إن يكلُّ له مضا
فذاك الَّذي بالعقلِ صحَّ اتِّصافُه ... ومن لا فلا والله بالِغ ما قضى
وله:
قبل التغزِّلِ مني فيه كان له ... بعض التفاتٍ إلى حالي وقد مُنِعا
أمنتُ فيه من الأغيارِ فانتدبتْ ... للمنعِ بنتُ لساني ليت لو قطعَا
يا ربِّ حتَّى أنا ساعٍ على تلفي ... ما ذاك إلا لسوءِ الحظِّ قد وُضعا
وله:
أيُّها الغاصبُ قلبي ... خلِّه منك وديعهْ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 74