نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 78
أما كفا يا ظَلومُ ما فعلتْ ... غَزاةُ جفنيكَ لي وغُزَّلُها
ولستُ أشكوكَ بل يَلَذّ لمن ... تولَّهتْ نفسُه تذلُّلُها
فأنت عندي ولو هدرتَ دمي ... خَير ولاةِ الورى وأعدَلُها
وإن توارتْ شموسُ حُسنِكَ عن ... نواظِري فالفؤادُ عاقِلُها
وإن تناءتْ ركائِبي ودنتْ ... رسائِلي فالرِّياحُ تنقُلُها
فاسلم ولا تكترثْ بحُرقةِ ذي ... نفسٍ أمانيها تعلِّلُها
وله:
هو الحبُّ أبحاثُهُ مشكلُهُ ... وكم نظرٍ ضلَّ في مسألَهْ
ومن يستدِّلُّ بغيرِ العفافِ ... على طرقِ الحبِّ لن يوصلَهْ
وما القلبُ قلبي إن عاقهُ ... معيقٌ عن الحبِّ أو أشغلَهْ
ولا العمرُ عمرٌ إذا لم يكنْ ... به الوجدُ آخِرهُ أوَّلَهْ
سقى الله ريعانَ صبوِي بما ... يرنِّحُ منه غصونَ الولَهْ
وأكثرَ في كلامِ الحسودِ ... وخيَّبهُ في الذي أمَّلَهْ
يُعيبُ الصَّبابةَ من لا يرى الصَّ ... بابَة والنُّسكَ غير البلَهْ
ولا عيبَ في الحبِّ إلا نحا ... فةُ الطَّبعِ والرِّقَّةُ الحاصلَهْ
ومن كانَ عن ذاكَ في معزِلٍ ... فغيرُ ملومٍ إذا أهملَهْ
وحسبُ المباشِرِ أمراً من ال ... فضيحةِ فيه بأن يجهلَهْ
ألا حدَّدَ الله نَبلَ الزما ... نِ ولله راميهِ ما أنبلَهْ
كحيلُ العيونِ مثيرُ الفتونِ ... دليلُ المَنونِ إلى المقتلَه
وله:
ملكتمْ زمامَ الرُّوحِ ثم قضيتُم ... برحلةِ جسمي فاسمحوا بِخالِكمْ
عقلتُمْ عُرَى عقلي وقلتم تجاهُلاً ... كأنَّ به جذباً نعمْ بحبالِكُمْ
وله:
عَنِّي إليكمْ بني هذا الزَّمانِ فقد ... عاهدتُ قلبي أن لا رامَ وُدُّكُمُ
أباحكُم بيتَ ودٍّ كان تصدِيةً ... صلاتُكم عندَه فالآنَ صدَّكُمُ
وله، ويخرج منه اسم عمر، وعمرو، بطريق التعمية:
بدْر كستْ شمسُ الطُّلا وجهَهُ ... حُسناً وأغفى جفنهُ وابتسمْ
فقلتُ نبِّهْ عمراً واعتلِق ... منه نطاقَ الخصرِ عقداً ونَمْ
قوله: نبِّه عمراً ونمْ هذا كالمثل.
قال ابن مكرم في مختصر الأغاني في ترجمة بشار: كان أبو الوزير مولى عبد القيس من عمال الخرج، وكان عفيفاً بخيلاً، فسأل عمر بن العلاء، وكان جواداً شجاعاً، في رجلٍ، فوهب له مائة ألف درهم.
فدخل أبو الوزير على المهدي، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عمر بن العلاء خائن.
قال: ومن أين علمت بذلك؟ قال: كلَّمتُه في رجلٍ كان أقصى أملِه ألف درهم، فوهب له مائة ألف درهم.
فضحك المهدي، وقال: كلاكما عمل على شاكلته، أما سمعت قول بشارٍ فيه:
إذا دَهمتْكَ عِظامُ الأمورِ ... فنبِّه لها عمراً ثمَّ نمْ
فتًى لا يبيتُ على دِمنَةٍ ... ولا يشربُ الماءَ ألا بدَمْ
وقول أبي العتاهية:
إنَّ المطايا تشتكيكَ لأنَّها ... قطعتْ إليكَ سباسِباً ورِمالا
فإذا وردنَ بنا وردنَ خفائِفاً ... وإذا صدرنَ بنا صدرنَ ثِقالا
أوَليس هو الذي يقول أبو العتاهية فيه:
يا ابنَ العلاءِ ويا ابنَ القرْمِ مِرداسِ ... إني لأُطريكَ في أهلي وجُلاَّسي
حتى إذا قيلَ ما أعطاكَ من نشبٍ ... أُلفيتُ من عظمِ ما أوليْتَ كالنَّاسي
ثم قال: من اجتمعت ألسن النَّاس على مدحه، كان حقيقاً أن يصدِّقَها بفعله. انتهى.
وله يمتدح الأستاذ محمد بن زين العابدين البكري، بمصر:
بعثتْ له الذِّكرى شجنْ ... فصبا وحنَّ إلى الوطنْ
دنِفٌ إذا ابتسمَ الخَلِيُّ ... غشاهُ تعبيسُ الحَزَنْ
قلقُ الرَّكائبِ ما استقرَّ ... به النَّوى إلا ظَعَنْ
والبينُ أصعبُ ما يرا ... هُ أخو الشَّدائدِ والمِحَنْ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 78