نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 80
وله مجيباً لمن عاب عليه كتمان الحب، وأثر الشهوة، وقال بأن كتم الحب من الجبن:
ليسَ جُبناً كوني أموِّهُ في الحبِّ ... واُخفي وأستشين البيانا
غيرَ أني أُجلُّ مالكَ رقِّي ... أنَّ مثلي يشدو به إعلانا
فإذا ما فخرتُ أفخرُ بالصَّب ... رِ وألفى لسرِّهِ صوَّانا
وإذا ما شكوتُ فلتكُ شكوا ... يَ إليه عساهُ أن يتدانى
فشُجاع الهوى الجسورُ على جرْ ... حِ مُباريه صارماً وسنانا
لا الذي إن تشكَّه بادرةُ الط ... رفِ تراهُ يقرعُ الأسنانا
أنا من قسَّم الفؤادَ فأعطى ... منه كُلاًّ كما يليقُ مكانا
ومراحُ الغزالِ فيه مصونٌ ... عن سواهُ وحقُّه أن يصانا
وله
لا تتركِ الجدَّ في جمع الكمالِ لأنْ ... بارتْ تجارةُ سوق العقلِ في الزَّمنِ
لا بد أن ترغمَ الجُهَّال حاجتهمْ ... إلى كمالكَ أن يرضوكَ في الثَّمنِ
وحسْبكَ الله إن لم تلقَ مشترياً ... عن الغبيِّ بعَرفِ العُرفِ أنت غني
وله:
نفسي لتؤْثرُ أن تفنى بمحنتهمْ ... لأنَّها لسوَى الأحبابِ لم تكنِ
المرءُ يُرجى لضرٍّ أو لمنفعةٍ ... وما خُلقتُ لغيرِ الحبِّ والشَّجنِ
وله:
لا تقطعنَّ مودَّةً فلربَّما ... تحتاجُ من أَقْصيتهُ تُدنيهِ
فالسِّلكُ بعد القطعُ يمكنُ وصلهُ ... لكنَّ عقدةَ وصلهِ تزريهِ
هذا كثير في الشعر، من قول أبي الفتح المالكي:
من لي بردِّ معاشرٍ ... كثروا عليَّ فأكثروا
صادقتهمْ وأرى الخرو ... جَ عن الصداقةِ يعسرُ
كالخطِّ يسهلُ في الطُّرو ... سِ ومَحوُه يتعذَّرُ
وإذا أردتَ كشطْتهُ ... لكنَّ ذاك يؤثِّرُ
وقوله أيضاً:
ويمكنُ وصلُ الحبلِ من بعدِ قطعهِ ... ولكنَّهُ يبقى به أثرُ الرَّبطِ
وللشهاب الخفاجي، من فصل: أنت وإن وصلت بعد القطع حبل المودة، فقد يبقى من أثر ذلك في القلب عقدة.
وله:
يا واصلينَ حبالاً ... كانت لشدِّ المودَّهْ
لا تقطعوها ببعدٍ ... قد غيَّرَ الناسُ عهدهْ
فإن تقولوا وصلْنا ... من بعد ذا القطع شَدَّهْ
يبقى وحقِّكَ فيها ... من ذلك الوصل عُقدهْ
وله:
وكم لي في طرازِ العمرِ شطحٌ ... به انقلبَ الزَّمانُ فعاد شحطا
ونسخةُ لوعةٍ صحَّتْ بقلبي ... فلم ينظر بها الواشونَ كشطا
إبراهيم بن عبد الرحمن السؤالاتي وافر الحظ من البراعة، صائب اللحظ في زخرفة اليراعة.
اكتسب الأدب بكده وجده، وانتهى من القوافي والفقه إلى أقصى حده.
وكان وبعارضه ريحانةٌ شرقت بماء شبابه، ومزجته وجداً وصبابةً بقلوب أحبابه.
وضع عقله في يد الهوى، وتطوح معه في كل مهوى.
فأقام حيناً وله إلى التصابي لجاجة، وما حلي يمينه في مواسم العيش إلا زجاجة.
وله في غضون ذلك موشحات وشحت كل جمع، وشنفت بجواهر كلماتها كل سمع.
ثم تعاورته نوائب جلت فكادت تتجلى، وتوالت عليه مصائب تولت فما أوشكت تتولى.
وانقلبت به المحاسنة، إلى المخاشنة.
وتبدَّلت المجاملة، إلى المحاملة.
فاقلع عن تلك الهنات، ومحا كثيراً من سيِّئاته بحسنات، ولزم الفقه متجِّراً في مسائله، وكان لتحصيل أمانيه من أعظم وسائله.
وقد صحبته والأيام أمالت قناته، وأمر المرض المؤلم مِجنَّاته، فاستحالت صفته، وتقلصت شفته.
لكنها وإن ذبلت خمائله، فلم تزل غضةً شمائله.
وإن تفرَّقت ديمه، فما برحت ملائمة شيمه.
فكنت أتمتع من منادمته الحلوة، بلطائف لها في كل قلبٍ خلوة.
وأخذت عنه من أشعاره ما يبهر الشمس في الشروق، ويتمشَّى تمشِّي الرَّاح السَّلسل في العروق.
وها أنا ذا أورد منه ما يطري ويطرب، ويجعله زاده كل مشرِّقٍ ومغرِّب. فمن ذلك قوله يمدح المولى عارف، المذكور في ديباجة الكتاب:
جَذبَتْ محاسنُك القلوبا ... حتى غدوتَ لها الحبيبا
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 80