responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 2  صفحه : 275
أمر (حرب) صفين
«359» قَالُوا: كَانَ جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي بهمدان، فلما قدم علي عَلَيْهِ السلام الْكُوفَة عزله عَنْهَا ووجهه إِلَى مُعَاوِيَةَ يدعوه إِلَى طاعته، وأن يسلم لَهُ الأمر، ويدخل مَعَهُ فيما دخل فِيهِ أهل الحرمين والمصرين/ 364/ وغيرهم، فأتى جرير مُعَاوِيَة، ودعاه إِلَى مَا أمره علي بدعائه إِلَيْهِ، فانتظر مُعَاوِيَة قدوم شرحبيل بْن السمط الكندي عَلَيْهِ [1] فَقَالَ لَهُ جرير: إني قد رأيتك توقفت بين الحق والباطل وقوف رجل ينتظر رأي غيره.

[1] وينبغي لنا أن نذكر ها هنا كيفية تخديع معاوية الشرحبيل- أحمق أهل الدنيا باعترافه نفسه- لأن البلاذري قد أخل بهذه الجهة إخلالا فاحشا، والقصة ذكرها ابن عساكر في ترجمة الشرحبيل من تاريخ دمشق، وذكرها أيضا نصر بن مزاحم في أواخر الجزء الأول من كتاب صفين، ورواها أيضا ابن أبي الحديد، في شرح المختار: (26) و (43) من شرح النهج: ج 2/ 71، ج 3/ 79، وبما ان الخرس قد أتى سوق العلم وأوتمن على ذخائر العلماء فشتت جمع سلالة البشر والروحانيين بمقتضى المباينة الطبيعية، فلا سبيل لنا الآن من نقل القصة عن تاريخ ابن عساكر، فلنذكر تلخيص ما ذكره ابن مزاحم في كتاب صفين وهو منشور في الآفاق والمراجعة إليه أو الى شرح ابن أبي الحديد ميسور لكل أحد، فنقول:
قال في كتاب صفين ص 44: لما تم المواعدة بين ابن العاص ومعاوية وكتب له بها كتابا، قال ابن العاص: إن رأس أهل الشام شرحبيل ابن السمط الكندي وهو عدو لجرير، فأرسل إليه ووطيء له ثقاتك فليفشوا في الناس أن عليا قتل عثمان، فإنها كلمة جامعة لك أهل الشام على ما تحب، وإن تعلقت بقلب شرحبيل لم تخرج منه بشيء أبدا. فكتب معاوية اليه: ان جرير ابن عبد الله قدم علينا من عند علي بأمر فظيع فاقدم، ثم ان معاوية دعا يزيد بن أسد، وبسر ابن أرطاة وعمرو بن سفيان ومخارق بن الحارث وحمزة بن مالك وحابس الطائي- وكانوا ثقات معاوية وخاصته وبني عم الشر حبيل- فأمرهم أن يلقوه ويخبروه أن عليا قتل عثمان. فلما قدم كتاب معاوية إلى شرحبيل استشار أهل اليمن فاختلفوا عليه، فسار إلى معاوية فتلقاه الناس وأعظموه، ولما دخل على معاوية تكلم معاوية وقال يا شرحبيل ان جريرا يدعونا الى بيعة علي، وعلي خير الناس لولا انه قتل عثمان، وقد حبست نفسي عليك، وإنما أنا من أهل الشام أرضى ما رضوا واكراه ما تكرهوا. فقال شرحبيل: أخرج فأرى فخرج فلقيه هؤلاء النفر الموطئون له فأخبروه ان عليا قتل عثمان!! فدخل مغضبا على معاوية فقال: أبى الناس إلا ان عليا قتل عثمان!!! وو الله لئن بايعت له لنخرجنك من الشام ولنقتلنك فقال معاوية: ما كنت إلا رجلا من أهل الشام. قال: قال: فرد جريرا الى صاحبه إذا فقال له معاوية ان هذا الأمر الذي عرفته لا يتم إلا برضا العامة فسر في مدائن الشام وناد فيهم بأن عليا قتل عثمان وانه يجب على المسلمين أن يطلبوا بدمه. فسار شرحبيل في مدائن الشام يستنهضهم لا يأتى على قوم إلا قبلوا ما أتاهم به، إلا نساك أهل حمص فإنهم قاموا اليه فقالوا: بيوتنا قبورنا ومساجدنا وأنت أعلم بما ترى.
اقول: هذا تلخيص القضية، فراجع تفصيلها في كتاب صفين أو شرح النهج فإن فيه فوائد جمة، وذكرها أيضا ابن الأثير في الكامل: ج 3/ 142، ولكن لم يذكر كتاب معاوية إلى شرحبيل وكيفية التمويه عليه.
فائدة اقتطفناها من ترجمة الشرحبيل من تاريخ دمشق- قبل أن ينيخ عليه الخروش- بالفارسية- بكلكله- وذكرها أيضا في تهذيبه: ج 6 ص 299 قال: كان شرحبيل يساير معاوية يوما، فقال له معاوية: ان الهامة إذا عظمت دل ذلك على وفور الدماغ وصحة العقل. قال: نعم يا أمير المؤمنين إلا هامتي فإنها عظيمة وعقلي ضعيف ناقص؟!! فتبسم معاوية وقال: كيف ذاك لله أنت؟ قال: لإطعامي هذه البارحة مكوكي شعير!!!.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 2  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست