نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 306
فرقا مما رأيت من الجلالة والمهابة، فكدت أتمزق ذعرا، واعترتني الحيرة والدهشة حتى أني ذهلت عن نفسي، فلم أشعر أني في أرض أو سماء، فتلوت الزيارة المشهورة سرا، والعين يتحادر «1» دمعها قطرا. فبينما أنا في تلك الحالة الصعبة فإذا وارد الغيب يقول: يا مسكين! أتدري ما هذه الرائحة الزكية التي عطر الكون شذاها وأعبق الوجود رياها؟ يا مسكين، أتعرف هذه الأنوار التي أشرق بها الخافقان، وممن هذا الأنس الذي دونه فراديس الجنان؟ يا مسكين، أتدري عظم موقفك الذي وقفت فيه، أو شعرت «2» - ولا أظنك- بظواهره وخوافيه؟. يا مسكين، هذا ستار حسرت دونه السماوات، وخفضت، بالإضافة إليه، جميع المقامات. (177 ب) يا مسكين، لو اشتري هذا المقام بالأرواح لكان المشتري رابحا أجل الأرباح، وهيهات يناله من بذل روحه في الوصول إليه، وكم من نفوس قطعت أسى وحزنا عليه، يا مسكين، أتدري ما أمامك، وجلالة ما قدامك، يا مسكين، تجاهك بقعة لا يعدل طيب ترابها المسك الزكي، ولا يداني شرفها السماوات والأرض، بل والعرش والكرسي! يا مسكين، هذا المقام تود أن تطوف فيه الأنبياء، وتتمنى أن تخدمه ملائكة السماء. يا مسكين، أتدري من حل هذه الروضة النضرة والبقعة الطيبة العطرة التي دونها الفراديس والنعيم، وتتقاعس دونها جنة الخلد والتكريم. يا مسكين هذا حبيب الله، هذا خليل الله، هذا صفي الله، هذا رحمة الله، هذا حجة الله، هذا صفوة الله، هذا نعمة الله، هذا خيرة الله، هذا اشرف خلق الله واكرمهم على الله، هذا سيد المرسلين، هذا خاتم النبيين، هذا رحمة للعالمين، هذا قائد الغر المحجلين، هذا نبي الأنبياء، هذا سند الأصفياء، هذا صاحب الحوض المورود، هذا صاحب المقام المحمود، هذا صاحب الشفاعة، (178 أ) هذا صاحب الضراعة، هذا شفيع الأنام، هنا المظلل من حر الهجير بالغمام، هذا البشير النذير، هذا السراج المنير، هذا هو العروة الوثقى، هذا ذو الرتبة التي لا ترقى، هذا نور الأنوار، هذا المصطفى المختار، هذا الفجر الساطع، هذا المشفع الشافع، هذا الذي لولاه لما برز العالم إلى
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 306