نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 307
الوجود، هذا أكرم الناس من الآباء والجدود، هذا الذي تتشفع به الأنبياء الكرام، هذا صاحب الشفاعة العظمى إذا اشتد الزحام، هذا صاحب الوسيلة، هذا صاحب الفضيلة، هذا صاحب الدرجة الرفيعة، هذا صاحب الرتبة المنيعة، يا مسكين حسبك ما سردته وأنهيته إليك، وإلّا فلو صرفت الأعمار وفنيت الأعصار لما استقصي العشر من صفاته، ولا البعض من شمائله وكمالاته، ويلك يا مسكين! إن طردت وأبعدت فقد خسرت وخبت، فتبا لك تبا، وبعدا لك وسحقا وسبا. ما نالك يا مسكين من هذه الأسفار إلا تكلف المشاق، وركوب الأخطار، وخسرت تجارتك، وكسدت بضاعتك، فربحك الكد والتعب، ومحصولك المشقة والنصب «178 ب» ، وإن كنت مقبولا مرضيا فقد رقيت مقاما عليّا، فلك الهناء والسعادة، وبلوغ المنى والسيادة، وعلوت أوج المعالي، وزهرت أيامك والليالي، ورجعت بحظ وافر وسعد دائم ضافي. هذا ما أملاه وارد الغيب على خاطري، وانتقش في صحيفة سرائري، وعيناي بالدموع تهملان، وأنا باهت ذاهل حيران، أذهبت نسمات اللطف من حضرة العطف فسعد جدي بعد تعكيسه، ورفعت رأسي بعد تنكيسه، وقلت بلسان قؤول، وقلب عقول، وجنان قوي، ويقين سوي: يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم، والله الذي أرسلك بالحق نبيا لتشفعن لي ولتشفعن بي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، قد حدثني الثقات عنك إنك قلت: ربّ أشعث «1» (مدفوع بالأبواب) «2» لو أقسم على الله لأبّره «3» ، وها أنا ذلك الأشعث الأغبر، يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، قد بلغني عنك أنك قلت، وأنت الصادق المصدوق لا تنطق عن الهوى، وإنما أنت وحي يوحى: من زار قبري وجبت له شفاعتي «4» . وها أنا قد زرت الكرم، وأنت أجل من يرعى
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 307