نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 293
لا بد من وجود مجرى مائي دائم خلال النبات يصل بين الجذور -التي تمتص من التربة الماء المحمل بالغذاء- وبين الأوراق التي تتخلص من الماء الزائد بعد أن استنفذ النبات ما به من غذاء.
وهذه المادة الغذائية التي تصل إلى النبات لا قيمة لها إذا لم تحول إلى مادة حية تدخل في كيان النبات، وهذا ما تقوم به مادة البروتوبلازم التي تؤدي وظيفة تحويل المادة الغذائية إلى مادة حية تدخل في تركيب النبات. ولكن مادة البروتوبلازم لا تستطيع أن تؤدي وظيفتها هذه إلا بتوفر قدر معين من الحرارة والضوء, ومن هنا كانت حاجة النبات إلى الحرارة والضوء. ومن هنا أيضًا كان تنوع النبات واختلاف أشكاله نتيجة لاختلاف الحرارة والضوء في البيئات الطبيعية المختلفة. يضاف إلى هذا أن لكل نبات جزئياته فالقدر من الماء والهواء والضوء الذي يلائم نمو الجذور قد لا يلائم نمو الأوراق أو تكون الأزهار أو نضوج الثمار، ومن هنا اختلفت حاجة النبات إلى هذه العناصر في أدوار حياته المختلفة. فمثلًا نجد من النبات ما يحتاج إلى الماء الوفير في دور الإنبات ولكنه يحتاج إلى الجفاف الشديد في دور النضوج.
والنبات من الكائنات الحية المرنة التي تغير من كثافتها وحجمها وشكلها ولونها وبنائها نتيجة لظروف البيئة الطبيعية التي تقوم فيها، ولا تقتصر حاجة النبات إلى الماء والهواء والحرارة والضوء كعناصر غذائية فحسب بل يحتاج النبات إلى هذه العناصر كوسيلة من وسائل نشر الحبوب أو وسيلة من وسائل التلقيح والإخصاب، يضاف إلى هذا أن بعض الحشرات والحيوانات تقوم للنبات بوظيفة التلقيح والإخصاب.
ويشترك النبات مع الكائنات الحية الأخرى في صفة الكفاح. فبعض النبات يكافح في سبيل الضوء وبعضه يكافح في سبيل الرطوبة، بل إن من النبات ما يعتدي على غيره من الكائنات الحية ويحاول حماية نفسه من اعتداء هذه الكائنات عليه نباتية كانت أو حيوانية أو بشرية. وسنناقش فيما يلي أهمية كل عناصر البيئة الطبيعية بالنسبة للنبات.
نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 293