نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 294
أثر الحرارة في النبات:
إذا كانت درجة الحرارة تقل بالتدريج من خط الاستواء إلى القطبين فكذلك الحياة النباتية تقل بالتدريج في نفس الاتجاه من حيث الحجم والكثافة والتنوع، وإذا كانت درجة الحرارة تقل بالتدريج كلما ارتفعنا من قاعدة أي جبل إلى قمته فكذلك الحياة النباتية تقل في نفس الاتجاه، وهذا دليل واضح على الارتباط الوثيق بين درجة الحرارة وبين النبات، فكلما ازدادت الحرارة كلما أسرع النبات في نموه وكبر حجمه وازدادت كثافته بشرط توفر المياه، وكلما قلت درجة الحرارة كلما أبطأ النبات في نموه وصغر حجمه وتضاءلت كثافته حتى مع توفر المياه.
ويختلف النبات بحسب مدى حاجته للحرارة، بل إن كل جزء من أجزاء النبات يحتاج إلى قدر من الحرارة يختلف عن الجزء الآخر، فيخرج البراعم في درجة حرارة معينة تختلف عن الدرجة التي يخرج فيها الأوراق أو الأزهار أو غير ذلك، ولكن أهم هذه الدرجات هي النهاية العظمى والصغرى التي يحتملها كل نبات، وتختلف النباتات عن بعضها في ذلك اختلافًا كبيرًا. فدرجة الحرارة التي لا تعلو كثيرًا عن درجة التجمد "درجة الصفر المئوي" قد تقتل نباتات المنطقة الحارة، بينما تعيش بعض نباتات المنطقة الباردة في درجة حرارة أقل من درجة التجمد بحوالي 70 درجة مئوية، وتزدهر النباتات ذات الأوراق في درجة حرارة 70 ْم، بينما بعض النباتات الأخرى من نفس المنطقة الحارة تموت في درجة تتراوح بين 35 و4 ْم.
وإذا كانت هذه النهايات المتطرفة خطرًا على حياة النبات، فإن الأخطر منها التغير الفجائي في درجة الحرارة. فالنبات الذي عاش في درجة الصفر أثناء الليل يموت إذا ما تلا ذلك صباح مشمس ترتفع فيه درجة الحرارة. ويقال دائمًا إن الزراع يخشون الذوبان الفجائي للثلج أكثر مما يخشون التجمد.
وأشد النباتات تعرضًا لأخطار النهايات المتطرفة وأخطار التغير الفجائي في
نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 294