نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 28
ولأهل مصر في شان هذه القنطرة انذار من الانذارات الحدثانية[1] يرون أن حدوثها ياذان باستيلاء الموحدين[2] عليها وعلى الجهات الشرقية والله أعلم بغيبه إلا إله سواه. [1] الحدثانية: نسبة إلى حدثان الدهر، وهي حوادثه وتقلباته. [2] الموحدون: الأسرة التي حكمت المغرب من 515- 668 هـ، واستولت على الأندلس.
معجزة البناء
وبمقربة من هذه القنطرة المحدثة الاهرام القديمة المعجزة البناء الغريبة المنظر المربعة الشكل كأنها القباب المضروبة قد قامت في جو السماء ولا سيما الاثنان منها فانهما يغص الجو بهما سموا في سعة ألواح د منها من أحد اركانه إلى الركن الثاني ثلثمائة خطوة وست وستون خطوة. قد اقيمت من الصخور العظام المنحوتة وركبت تريكبا هائلا بديع الالصاق دون أن يتخللها ما يعين على الصاقها محددة الأطراف في رأي العين وربما امكن الصعود إليها على خطر ومشقة فتلقى اطرافها المحددة كأوسع ما يكون من الرحاب لو رام أهل الأرض نقض بنائها لأعجزهم ذلك.
للناس في أمرها اختلاف: فمنهم من يجعلها قبورا لعاد وبنيه ومنهم من يزعم غير ذلك وبالجملة فلا يعلم شأنها إلا الله عن وجل.
ولآحد الكبيرين منها باب يصمد إليه على نحو القامة من الأرض أو أزيد ويدخل منه إلى بيت كبير سعته نحو خمسين شبرا وطوله نحو ذلك وفي جوف ذلك البيت وخامة طويلة مجوفة شبه التي تسميها العامة البيلة[3] يقال إنها قبر والله أعلم بحقيقة ذلك.
ودون الكبير هرم سعته من الركن ألواح د إلى الكرن الثاني مائة وأربعون خطوة. [3] البيلة: حوض النافورة.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 28