نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 29
ودون هذا الصغير خمسة صغار ثلاثة متصلة والاثنان على مقربة منها متصلان.
وعلى مقربة من هذه الأهرام بمقدار غلوة[1] صورة غريبة من حجر قد قامت كالصومعة على صفة آدمي هائل المنظر وجهه إلى الأهرام وظهره إلى القبلة مهبط النيل تعرف بأبي الأهوال.
وبمدينة مصر المسجد الجامع المنسوب لعمرو بن العاص رضي الله عنه وله أيضا بالإسكندرية جامع آخر وهو مصلى الجمعة للمالكيين. وبمدينة مصر آثار من الخرب الذي أحد ثه الإحراق الحادث بها وقت الفتنة عند اتساخ دولة العبيديين[2] وذلك سنة أربع وستين وخمسائة وأ كثرها الآن مستجد والبنيان بها متصل وهي مدينة كبيرة والآثار القديمة حولها وعلى مقربة منها ظاهرة تدل على عظم اختطاطها فيما سلف. [1] الغلوة: المدى الذي يذهبه السهم حين يرمي به. [2] العبيديون: الفاطميون.
روضة النيل
وعلى شط نيلها مما يلي غربيها، والنيل مهترض بينهما، قرية كبيرة حفيلة البنيان تعرف بالجيزة. لها كل يوم أحد سوق من الأسواق العظيمة يجتمع إليها. ويعترض بينها وبين مصر جزيرة فيها مساكن حسان وعلالي مشرفة وهي مجتمع اللهو والنزهة، وبينها وبين مصر خليج من النيل يذهب بطولها نحو الميل ولها مخرج له. وبهذه الجزيرة مسجد جامع يخطب فيه. ويتصل بهذا الجامع المقياس الذي يعتبر فيه قدر زيادة النيل عند فيضه كل سنة. واستشعار ابتدائه في شهر يونيه، ومعظم انتهائه أغشت[3]، وآخره أول شهر أكتوبر. وهذا المقياس عمود رخام أبيض مثمن في موضع ينحصر [3] أغشت: أي أغسطس، آب.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 29