نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 59
شهر جمادي الأولى عرفنا الله بركته
استهل هلاله ليلة الإثنين الثاني والعشرين لاغشت وقد كمل لنا بمكة شرفها الله تعالى ثمانية شعر يوما فهلال هذا الشهر أسعد هلال اجتلته أبصارنا فيما سلف من أعمارنا طلع علينا وقد تبوأنا مقعد الجدار الكريم وحرم الله العظيم والقبة التي فيها مقام إبراهيم مبعث الرسول ومهبط الروح الأمين جبريل بالوحي والتنزيل فأوزعنا[1] الله شكر هذه المنة وعرفنا قدر ما خصنا به من نعمة وختم لنا بالقبول وأجرانا على كريم عوائده من الصنع الجميل ولطيف التيسير والتسهيل بعزته وقدرته لا إله سواه. [1] أوزعنا: ألهمنا. ذكر المسجد الحرام والبيت العتيق كرمه الله وشرفه
البيت المكرم له أربعة أركان وهو قريب من التربيع وأخبرني زعيم الشيبيين الذين إليهم سدانة البيت وهو محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن من ذرية عثمان بن طلحة بن شيبة بن طلحة بن عبد الدار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب حجابة البيت أن ارتفاعه في الهواء من الصفح[2] الذي يقابل باب الصفا وهو من الحجر الأسود إلى الركن اليماني تسع وشعرون ذراعا وسائر الجوانب ثمان وعشرون بسبب انصباب السطح إلى الميزاب. فأول اركانه الركن الذي فيه الحجر الأسود ومنه ابتداء الطواف ويتقهقر الطائف عنه ليمر جميع بدنه به والبيت المكرم عن يساره وأول مايلقى بعده الركن العراقي وهو ناظر إلى الجهة الشمال ثم الركن الشامي وهو ناظر إلى جهة الغرب ثم الركن اليماني وهو ناظر [2] الصفح: الجانب والوجه.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 59