نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 64
استواء يشق وسط الصحن المذكور أربعون شبرا وسعته من المدخل إلى المدخل ست عشرة خطوة وهو ثمانية وأربعون شبرا وهو يعني دور الجدار رخام كله مجزع بديع الإلصاق ... وهناك قضبان صفر مذهبة وضع منها في صفحة أشكال شطر نجية متادخلة بعضها على بعض وصفات محاريب فإذا ضربت الشمس فيها لاح لها بضيص ولالاء يخيل للناظر إليها أنها ذهب يرتمى بالأبصار شعاعه.
وفي ارتفاع جدار هذا الحجر الرخامي خمسة أشبار ونصف وسعته أربعة أشبار ونصف. وداخل الحجر بلاط واسع ينعطف عليه الحجر كأنه ثلثا دائرة وهو مفروش بالرخام المجزع المقطع في دور الكف إلى دور الدينار إلى ما فوق ذلك ثم الصق بانتظام بديع وتأليف معجز الصنعة غريب الاتقان رائق الترصيع والتجزيع رائع التركيب والرصف يبصر الناظر فيه من التعاريج والتقاطيع والخواتم والأشكال الشطرنجية وسواها على اخلاتف أنواعها صوافتها ما يقيد بصره حسنا فكأنه يجيله في أزهار مفورشة مختلفات الألوان إلى محاريب قد انعطف عليها الرخام انعطاف القسى وداخلها هذه الأشكال المصوفة والصنائع المذكورة وبإزائها رخامتان متصلتان بجدار الحجر المقابل للميزاب أحد ث لصانع فيهما من التوريق الرقيق والتشجير والتقضيب[1] ما لا يحدثه الصنع اليدين[2] في الكاغد[3] قطعا بالجلمين[4] فمرآهما عجيب أمر بصنعتهما على هذه الصفة إمام المشرق أبو العباس أحد الناصر بن المستضيء بالله أبي محمدالحسن ابن المستنجد بالله ابى المظفر يوسف العباسي رضي الله عنه. [1] التقضيب: نحت صور القضبان. التشجير: نحت صور الأشجار. التوريق: نحت صور أوراق الشجر. [2] الصنع اليدين: الحاذق في العمل بهما. [3] الكاغد: الورق. [4] الجلمان: المقص.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 64